لكل السوريين

أسعار اللحوم الحمراء غالية وعشوائية في طرطوس وقراها

طرطوس/ أ ـ ن

انتشرت خلال الأشهر الماضية دعوات عديدة من أجل ضرورة دعم الثروة الحيوانية في طرطوس وقراها، وذلك من خلال العمل على تأمين الأعلاف للمواشي لضمان تأمين اللحوم الحمراء في الأسواق بأقل التكاليف بما يتناسب مع القدرة الشرائية للأهالي، إضافة لتأمين الحليب والألبان ومشتقاتها، بما يتناسب مع دخول المواطنين والمربين، بالرغم من أن أسواق اللحوم الحمراء تشهد في مدينة طرطوس وقراها، هذه الأيام ركوداً غير مسبوق، لعدم توافق أسعار مبيع اللحوم المرتفعة مع الدخل المادي المنخفض لمعظم الأسر.

وقبل قدوم عيد الأضحى المبارك، وبأيام العيد، لم يتغير شيئا من المعادلة الشرائية للحوم الحمراء، سواء للمواطنين المشترين أو للمربين البائعين، خاصة مع وصول مبيع كيلو لحم الغنم إلى حدود 250 ألف ليرة وكيلو لحم العجل إلى 200 ألف ليرة، ومبيعها بهذه الأسعار خلال أيام العيد ، ودون أي ضابط او رقيب للأسعار،  والقابلية للزيادة خلا الأيام القريبة القادمة، بحيث اضحى المواطن بحاجة الى معجزة مادية لشراء حاجته من هذه المادة الغذائية والضرورية ، حتى لو كان خلال شهر واحد، والذي ساهم فيمن يريد الشراء أن يكون سقف ما يشتريه عند الضرورة بالأوقية، وأن العديد منهم لم يعد للحوم أي وجود في مأكولاتهم والبعض منهم استبدلوا كبة اللحم بكبة البطاطا أو الكبة السماقية بدون اللحمية أو الطبخ بالعظام، أن الطلب على شراء اللحوم لا يزال في حدوده الدنيا، في طرطوس وريفها، وسقف الشراء لدى 95% من المتسوقين لا يتعدى الأوقية، وهذا مرده لارتفاع أسعار اللحوم 100 بالمئة عن السنة الماضية.

وقد لوحظ في الأيام الأخيرة، أنه بالنسبة للحم العجل قد تراجعت أسعارها، وأدى ذلك إلى انخفاضها لدى بعض اللحامين في الأرياف البعيدة عن مركز مدينة طرطوس لتصل إلى 170 ألف ليرة للكيلو الواحد، وانخفاضه يعود إلى وجود كثرة بالعرض من المربين، نتيجة الاستيراد، ليتراجع مبيعه حي من 85 ألفا إلى 65 ألف ليرة، بينما الأغنام عكس ذلك تماما فأسعارها ما زالت في ازدياد مضطرد، لوجود قلة بالعرض من المربين، بسبب قلة تربيته وتكاليفه العالية، إضافة الى ذلك لأسباب التصدير والتهريب إلى الدول المجاورة، حيث وصل سعر لحم الخروف الحي إلى 90 ألف ليرة، ما أدى لوصول أسعارها مذبوحة إلى نحو 200 ألف ليرة.

وبالواقع والأرقام، فوفقا لهذه الحسابات والأسعار المتذبذبة والعشوائية، فثمن أضحية العيد لمن يريد شراؤها تفوق 6 ملايين ليرة، فشراء الأضحية من العجول أو الأغنام بقي محصورا بعينة واحدة من البشر المترفين والأغنياء، أما باقي المواطنين فاقتصروا على كميات قليلة جدا بالأوقية ونصف الأوقية، تؤمن الدوقة وليس الأكل والشبع من هذه المادة الغذائية والضرورية، مع العلم أن بقاء واقع اللحوم على ما هو عليه سيدفع الكثير من المربين إلى إغلاق محالهم، خاصة أمام ارتفاع أسعار الذبائح الحية.