لكل السوريين

“سوق السقطية” بحلب ينبض بالحياة من جديد

حلب/ خالد الحسين

أُعيد افتتاح سوق السقطية، أحد أهم أسواق حلب القديمة في تشرين الأول 2019 بعد الانتهاء من أعمال إعادة الترميم وإصلاح الأضرار التي لحقت بمحلاته، جراء المعارك الضارية التي شهدها خلال سنوات الحرب.

“ورثت هذه المهنة عن والدي الذي بدوره ورثها عن جدي، ويبلغ عمر متجرنا في سوق السقطية حوالي 120 عاماً”، يقول الحاج محمود اسماعيل أحد أهم بائعي الفواكه في سوق السقطية للسوري.

مسترجعاً الأيام الجميلة التي عاشها في السوق، يضيف الحاج محمود : “كنا نعمل في المحل خمسة عمال ويزداد الإقبال على الشراء في كل يوم خميس من أهالي مدينة حلب وزوراها وكأنه يوم الوقفة، كانت أعمالنا جيدة جداً، حتى تدهور الوضع مع اندلاع الحرب عام 2011”.

الحج ياسين هو أحد القلائل ممن أعادوا افتتاح متاجرهم في سوق السقطية على أمل أن يعود السوق إلى سابق عهده، فعلى الرغم من ضعف الحركة التجارية داخل السوق، يفتح الحج ياسين يومياً أبواب متجره، ويقضي الساعات أمامه جالساً على كرسيه القش منتظراً قدوم الزبائن وزوار السوق.

يكمل الحج محمود في حديثه لـ “السوري” ما يعانيه السوق اليوم، فيقول “اليوم يشهد السوق إقبالاً ضعيفاً رغم كل الجهود التي بذلتها الحكومة السورية لنفض غبار الحرب عنه، حيث رمّمت المتاجر المدمرة وأعادت تأهيل البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي وخطوط هاتف، إلا أن أصحاب المحال لا يزالون مترددين في استئناف نشاطهم التجاري نظراً لقلة الزبائن في السوق!”

“في كل السوق، لا تجد الآن سوا محلين أو ثلاثة مفتوحة أمام الزبائن، من أصل ٥٤ محل ودكان” يصف الحج محمود حال السوق، يشير بيده إلى متجره ويقول “هذا المحل هو بمثابة الأم بالنسبة لنا، فبفضل باب الرزق هذا اشترينا بيوتاً، وتزوجنا وأصبح لدينا أولاد ربيناهم من خيرات هذا السوق والمحل”.

ويختم الحج محمود حديثه بمناشدة كل التجار والجهات المعنية لتتظافر الجهود من أجل إعادة الحياة إلى سوق السقطية، الذي كان في ماضي الأيام محجّاً لكل الحلبيّة يتزودون منه بكل حاجياتهم، حيث لا يجد المرء موطئ قدم داخل السوق نظراً للإقبال الشديد.

وتعد محافظة حلب من أكثر المحافظات السورية التي تتواجد فيها أسواقا قديمة إضافة للعاصمة دمشق، وتتميز أسواق دمشق بالحركة التجارية فيها.