لفتت عضوات بمنظمة سارة “لمناهضة للعنف ضد المرأة” الى أن كف يد الممارسات العنيفة التي تتعرض لها المرأة لا يتأتى إلا بإدراك أهمية التوعية الاجتماعية وتحقيق التنوير وتعميم ثقافة ذات مستوى رفيع في هذا الإطار.
وتشهد الأوساط المجتمعية ارتفاعاُ في حالات العنف الممارس بحق المرأة نتيجة لجملة من الاسباب والضغوطات الأسرية والمجتمعية والمعيشية في سوريا عموماً، وتأثير العادات والتقاليد السلبية منها العشائرية أو المرتبطة بالتقاليد والأعراف.
وبهذا الصدد تشهد مناطق إقليم شمال وشرق سوريا تغييرات ثورية في إطار تحرر المرأة، وتحقيق مبدأ المشاركة الفعلية في كافة المجالات كالسياسية والعسكرية والإدارية…. وغيرها.
وفي السياق تقول الإدارية بمنظمة سارة بعين عيسى فوزة محمد :” ظاهرة العنف الممارس بحق المرأة سببها الأساسي هو الجهل بالحقوق والواجبات، وكذلك الأمية المنتشرة بين صفوف النساء من أهم العوامل المساعدة على تفشي هذه العقلية، حيث نرى بأن النساء اللاتي يتوارثن التسليم بالتعنيف الأسري يورث الى الجيل القادم، ويبدأ بالترسخ قولاً وفعلاً وعملاً ، وهو ما يخلق قناعة تامة بالرضا بهذا الواقع السلبي التي تغبن فيها المرأة بشكل واضح في حقوقها، وتتناقله الأجيال، ويصل المجتمع الى كتلة كبيرة من التراكمات السلبية .
وتضيف ” حجم العنف الذي تتلقاه المرأة وتتربى عليه منذ الصغر كبير، والتأنيب الذي يندرج في إطار العنف النفسي، الى حد وصولها الى القناعة التامة بأن الأمور هكذا تجري، وأن هذه الأفعال والتصرفات الممارسة بحقها هي الممارسات الصحيحة والتي لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال”.
وشددت في ختام حديثها على وجوب العمل على تحقيق تقدم في تحرير ذهنية المرأة أولاً ثم المجتمع، من خلال التوعية التي تتطلب الكثير من العمل لتحقيق التنوير الحقيقي في البيئة المجتمعية الحالية، مع لزوم تقبل لفكرة أن تأخذ المرأة لدورها في المجتمع من جديد، وتنبعث لتأخذ دورها الحقيقي مما يساهم في صلاح مجتمعاتنا.
من جانب آخر تعتقد العضوة في منظمة سارة “ميادة حيدر” بأن محور عمل المنظمات النسوية التي باتت رائدة بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا هو تصحيح الصورة الخاطئة والنظرة الدونية للمرأة، وبالرغم من عمل بعض الأجندات لنسف جهود المنظمات النسوية التي تعمل على توعية المرأة وتثقيف المجتمع بحقوقها فإن هذه الجهود مستمرة ولا يمكن ايقافها بأي شكل من الأشكال، لذلك ما نود أن نوصله بأننا لا نحاول سلخ المرأة من أصالتها أو طبيعتها بل على العكس الحفاظ على أصالتها وعاداتها وتقاليدها وكل القيم الإنسانية الأصيلة التي تعزز من مكانتها .
ولفتت ميادة الى أن هنالك تغييرات جذرية حاصلة في ذهنية مجتمعاتنا في إطار ايقاف كل ما هو سلبي باتجاه المرأة، وخاصة فيما يتعلق بمكانتها والنظرة إليها من خلال التجارب التي خاضتها المرأة، والوصول الى مرحلة قناعة وجدية في التعاطي مع هذا الموضوع لتسهيل عملية بناء مجتمعاتنا من جديد في مرحلة مفصلية نعاني فيها من مشاكل كبيرة نتيجة الاحتلال وصراعات الهيمنة التي تقوض كافة الجهود الرامية الى تحقيق التقدم والازدهار الذي تسعى إليه مجتمعاتنا وما تشكلها المرأة كعامود أساسي في بناءه.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن نضال المرأة سيثمر حرية للمرأة بالشكل الذي يليق بمكانة المرأة السورية، وريادتها في كافة مجالات الحياة جنباً الى جنب مع الرجل وكأساس لمجتمع سوري متين مستقبلاً.