لكل السوريين

لمواجهة الضائقة الاقتصادية الخانقة.. مبادرات إنسانية سورية

شهدت مختلف المناطق السورية مجموعة من المبادرات الشعبية الهادفة إلى التخفيف من معاناة السوريين خلال الضائقة الاقتصادية الخانقة التي تسببت بها الأزمة السورية.

وهذه المبادرات واللفتات الإنسانية ليست جديدة أو طارئة على الشعب السوري بكافة محافظاته.

فما يزال السوريون يحتفظون بجوهر تاريخهم المعروف بالتكافل في ما بينهم في الأزمات والمحن.

فرغم الحرب، وجائحة كورونا، لم يتوقف العمل الخيري ولا التكافل الاجتماعي في سوريا.

وتنشر “السوري” نماذج من هذه المبادرات تقديراً للقائمين عليها، وأملاً بتكرارها، وتوسيعها في كل محافظة سورية من جهة، وبين المحافظات كلما تيسر ذلك.

السويداء – محمد الصالح

للسنة الثالثة على التوالي يسخر شاب نفسه ومركبته لنقل طلاب التعليم الأساسي من بلدة عريقة بالريف الغربي من محافظة السويداء، إلى بلدة المزرعة والعودة بهم مجاناً، محاولاً تخفيف أعباء وتكاليف النقل على أهالي الطلاب وتأمين الارتياح النفسي لهم ومنع الخوف والقلق من التأخر عن مواعيد الامتحان أو الازدحام والانتظار.

وأصبح هذا العمل الخيري عرفاً سنوياً لدى أهالي البلدة ينتظره طلاب التعليم الأساسي كل عام.

ومن أول يوم للامتحانات بدأ صاحب المبادرة بتفقد الطلاب خوفاً من نسيان أحد منهم، والبحث عن أي طالب يتأخر عن موعد الانطلاق إلى الامتحان.

وبعد تقديم الامتحان يستفسر من الطلاب عن تقديمهم، ويهتم بهم أي شخص من عائلاتهم، حسب إحدى الطالبات التي عبرت عن امتنانها للشاب.

فيما عبر طالب آخر عن هذه المبادرة قائلا إنها ترسم الذكرى الأجمل لهذه المرحلة من عمرنا، وأعتقد أننا جميعاً سنذكر ذات يوم أن هذا الإنسان كان جزءاً من نجاحنا.

ومع أن هذه المبادرة ليست الوحيدة في البلدة حيث قامت جمعية خيرية بشراء المازوت وتوزيعه على الأسر الفقيرة فيها.

وليست الوحيدة في المحافظة، حيث خصصت عدة جمعيات خيرية الحافلات لنقل الطلاب من وإلى مراكز الامتحانات، ودفعت كامل تكاليفها لمساعدة أهالي الطلاب، تشجيع العملية التعليمية.

ولكنها تميزت عن غيرها باعتبارها مبادرة فردية يتخللها الاهتمام بالطلاب، ومعاملتهم معاملة أبوية، وتشجيعهم على الاستمرار في الدراسة وتحقيق النجاح.