لكل السوريين

زينب قنبر.. ما يجري في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، انتهاك صارخ بحق المرأة السورية

تقرير/ مطيعة الحبيب

رغم عصف الأزمة وخوض أهوال الحرب في سوريا خلال الأزمة إلا أنه يبقى لحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب السورية الاثر الواضح في تاريخ الازمة من خلال المقاومة والصمود أمام الحرب الدائرة وما ينتج عنها من معاناة وحصار وفرض سياسة التجويع عليهما, ولهاذين الحيين أهمية جغرافية واستراتيجية عدا عن أهميتها الاجتماعية كذات غالبية كردية هذه الأهمية تحدثت عنها الإدارية في مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية “مركز حلب” زينب قنبر:

الأحياء التي تتميز أهمية موقعهما لوقوعهما على الأطراف الشمالية الشرقية لمدينة حلب، ويرصد حي الشيخ مقصود طريق الكاستيلو الذي يربط الأطراف الشرقية و الشمالية لمدينة حلب، بالإضافة لموقعهما المرتفع والاستراتيجي المطل على مدينة حلب، والقريب من مركز المدينة، ومقاومة الحيين كانت بمثابة قلعة صامدة أمام المرتزقة خلال الأزمة السورية توازي قلعة حلب التاريخية.

ورغم التحديات التي خاضها الشعب في الشيخ مقصود والاشرفية بالقضاء على فصائل المرتزقة المسلحة المدعومة تركياً وتحرير الأحياء الشرقية من مدينة حلب وهذا يعود لنجاح الإدارة الذاتية الديمقراطية بإدارة الأزمة من كافة الجوانب (اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً)، وهي الآن من الأحياء الآمنة والتي يقطنها سكان من مختلف المكونات بالإضافة لمهجري عفرين وسكانها الأصليين ذات الغالبية الكردية.

و من جانب آخر استطاعت خلق نمط حياة اقتصادية رغم الحصار متناسب نوعاً ما مع حجم الأزمة الحالية، مما أثار حفيظة الحكومة السورية التي تعتبر إدارة الحي منافس قوي لها في إدارة الأزمات على كافة الصعد، لذلك نراها تقوم بفرض حصار ليتحول لأداة ضغط على سكان الحيين وادارتهم بهدف التهجير وإفراغ المنطقة والسيطرة على الحي وسكانه، ولتهميش أهمية الحي من مضمونه الذي يعد تجسيداً لنمط الحياة الديمقراطية والتعددية.

وبات واضحاً على ان الإصرار على سياسة الحصار والتجويع هي وسيلة للسيطرة والضغط على إدارته للتحكم في أمور الحي وفرض الهيمنة المعروفة بها مناطق الحكومة السورية وطبعاً هذا لا يخفى على أحد.

التعاطي الأساسي ما قبل كارثة الزلزال وما بعده مع حيي الشيخ مقصود والأشرفية يعد انتهاك لحقوق الإنسان وخاصة فيما يتعلق بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، بالإضافة لغياب الإعلام الخاص والمبادرات للمنظمات الحقوقية والإنسانية، والذي أصبح انتهاكاً آخر بحق سكان الحيين، واستمرار هذه السياسة في التعاطي مع الحيين سيؤدي حتماً إلى كوارث إنسانية.

مع العلم أيضاً أن موقف الحكومة السورية المستمر بفرض هذا الحصار ينبئ بعمق سياسة الحكومة باستنسابية في التعاطي مع الشعب السوري، ومنع دخول المساعدات الإنسانية أثناء الزلزال وما قبله دليل واضح على ذلك, و استمرار صمت المجتمع الدولي ومجلس الأمن يساهم في زيادة حجم المعاناة المفروضة على سكان الحيين، ولهما الدور الأكبر في حال تدخلهما في إنقاذ الأهالي وإيجاد الحلول.

وهذه الانتهاكات التي ترتكب بحق سكان الحيين من الناحية الدولية تأتي ضمن الأولوية الأساسية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية التي بنيت بعدها عليه، لكن صمت المجتمع الدولي يفرغ هذه المعاناة من مضمونها الإنساني ويؤطرها ضمن مكاسب وفوائد سياسية لأطراف الصراع.

وإن السوريون بشكل عام يرفضون سياسة الحصار والتجويع تحت غايات سياسية وخاصة في شمال وشرق سوريا رأينا كيف كانت مساهماتهم بالمساعدات الانسانية سواء للمناطق الخاضعة للحكومة التركية او الحكومة السورية بالإضافة لحيي الشيخ مقصود والأشرفية ومناطق النزوح القسري للعفرينيين في مخيمات الشهباء.

وهذا يعد تجسيداً لمبدأ اخوة الشعوب والقيم الإنسانية التي تتبناها الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.

إن الحصار على الشيخ مقصود والأشرفية ومخيمات الشهباء له دوافع سياسية سواء من الحكومة السورية او الدول الضامنة في ملف الأزمة السورية بهدف الضغط السياسي للوصول لتحقيق مصالحهم.

وبغض النظر عن الرد وأساليبه فمبادئنا الإنسانية وقيمنا الأخلاقية تحول بيننا وبين اي إجراء قد يمس الشعب وأمنه واقتصاده وقوته اليومي.

وبكلمة اخيرة استطيع القول بأن هذه المعاناة وسياسة التجويع تؤثر على المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص كونها تتحمل الجزء الأهم في المعاناة الاجتماعية للشعب، ورغم هذا فإننا مستمرون بنهجنا في المقاومة والصمود وضرورة الوصول لحوارات سوريا  سوريا  للوصول لحل الازمة السورية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة نحو سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية.