لكل السوريين

المرأة والعنف السياسي

لطالما أكد حزب سوريا المستقبل من خلال برنامجه السياسي ونظامه الداخلي على أن حرية المرأة قضية جوهرية ومطلب أساس لبناء المجتمع الحر، ولابد من تمكينها سياسياً وتحقيق العدالة والمساواة حتى يتم بناء مجتمع مستقر وأسرة سليمة.

ومع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة لابد أن نستذكر جانباً من العنف السياسي الذي تتعرض له المرأة في كثير من دول العالم وبالأخص نساء سوريا في ظل الأزمة والصراع الدائر في سوريا.

المرأة هي الشريك الأساسي مع الرجل في الحياة وفي جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمادة الإعلامية، فهي شريكة وليست عدوة في الساحة وتؤدي دوراً تكاملياً لإعطاء الحياة الروح للاستمرار.

إلا إنه وللأسف في الآونة الأخيرة يشهد العالم عنفاً ممنهجاً ومدروساً ضدها لإبعادها عن المشاركة السياسية.

تارةً بالتهديد والتحرش الجنسي والتشهير اجتماعيا بسمعتها وتعرضها للقتل والاغتصاب والاختطاف وتشويه صورتها وحقن المجتمع ضدها والتقرب منها بالإكراه، كل ذلك لسلب حقها في التعبير عن رأيها السياسي في الأوضاع التي تمر بها بلادها.

ونخص بالذكر مناطق الشمال والشرق السوري والذي شهد دور للمرأة من خلال تأسيس حزب سوريا المستقبل إلا إن الدول الإقليمية وفي مقدمتها الدولة التركية، التي لم يرق لها ما وصلت إليه المرأة من خلال مشاركتها الحقيقية في الأحزاب السياسية تحت مظلة مجلس سوريا الديمقراطية.

وهذا ما دفع بها إلى عملية الاغتيال المدبرة والمخططة لها بحق الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف أمام مرأى المجتمع الدولي، والذي لم يدن هذه الجريمة بالشكل المطلوب.

وكون نساء العالم أجمع لم تتضافر جهودهن للمطالبة بإدانة هؤلاء المجرمين، حيث العنف السياسي فاتحاً ذراعيه كاملاً ومشكلاً حلقة مغلقة حول أخذ المرأة في العالم لدورها السياسي.

إن العلاقات العائلية لعبت دوراً كبيراً في إبعاد المرأة من المشاركة السياسية حيث طبع العمل السياسي واقتصر فقط على دور الذكور.

كما حرم عليها لعب دورها في الترشح وحقها في انتخاب من تراه مناسباً، بل يملي عليها، وهذه ضغوطات الممارسة تعبر عن مدى العنف اتجاه المرأة.

كما اقتصر دورها في الأحزاب السياسية على مجرد تكملة عدد، وذلك بوضع قيود أمامها لعدم وصولها لمراكز قيادية تكون فيها صانعة القرار.

وبما أننا نعيش حراك دموي حاد يستوجب استنفار كل طاقاتنا لإرساء الاستقرار وروح الديمقراطية الحقيقية.

وأن تبحث المرأة عن إحلال السلام كونها بطبيعتها داعية أساسية للأمان والاستقرار.

فمن عاش هذه المراحل يدرك بأن المرأة هي التي دفعت ثمناً غالياً في الصراعات السياسية الدائرة على حساب كرامتها وفقدانها لدورها المؤثر الفعال في المجريات والأحداث التي ساهمت في تهميشها، وتراجع دورها في ظل التطرف والتحجر الفكري.

وعليه لا يمكن لأي مجتمع أن يحقق التنمية الشاملة وبناء مجتمع سياسي ديمقراطي إذا لم تأخذ المرأة دورها في صياغة القرارات المتعلقة بحياتها، والمشاركة المتساوية في الإدارات ومفاصل صنع القرار.

ومن هنا فإن حزب سوريا المستقبل يدعم ويساند قضية حرية المرأة ويناهض كافة أشكال العنف والتمييز بحقها.

 زليخة عبدي