لكل السوريين

الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي في الحسكة: “مصابنا كبير بغرق شبان شمال شرق سوريا في مياه الجزائر، والخاسر نحن ووطننا وشعبنا”

السوري/ الحسكة

اعتبرت الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي في الحسكة، أن ما يتعرض له السوريون في قوارب الموت يندي له جبين كل السوريين، لافتة إلى أن استمرار الهجرة بهذا الشكل سيؤدي إلى حدوث كوارث أخرى.

مع تزايد أعداد المهاجرين السوريين إلى شتى بقاع العالم، سالكين بذلك طق آمنة وغير آمنة، بات يقع البعض منهم في شباك عصابات الاتجار بالبشر والمهربين الغير شرعيين الذي اتخذوا من الأرواح البشرية تجارة يستهلكونها ويثرون منها.

وبصدد حادثة غرق السفينة التي كانت تقل العشرات من أبناء شمال شرق سوريا لنقلهم من الجزائر إلى أوروبا، كان لصحيفتنا لقاء مع هادية الأمين، العضو في حزب الاتحاد الديمقراطي بالحسكة.

استهلت الأمين كلامها، بتقديم العزاء لأهالي وذوي المتوفين في حادثة غرق السفينة التي أدت إلى وفاة العشرات من أبناء شمال شرق سوريا غالبيتهم من عين العرب كوباني، في حادثة غرق سفينة تنقلهم من الجزائر إلى الأراضي الأوروبية، وتقدمت إلى أهلهم وذويهم بتعازيها الصادقة وواستهم على ما ألم بهم.

وعن التهجير ذكرت، التهجير كان من الوسائل الشائعة التي مارسها أعداء الشعب في المنطقة منذ قرون مديدة، فمن الهجرة ما كان عنيفاً بالمجازر والقتل والإرغام أو بتضييق سبل الحياة والعيش الكريم وتنظيم عصابات تهريب البشر، بهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وتوطين من جلبوهم في هندسة ديموغرافية ممنهجة تلبي أطماعهم في خلق مجتمع وبيئة تواكب أطماع ومخططات الأنظمة الحاكمة.

وأردفت، مع بداية الثورة السورية قامت الفاشية التركية بنصب مخيمات اللاجئين على امتداد الحدود السورية وشجعت الهجرة واللجوء إلى أراضيها لهدف خبيث وهو إفراغ المنطقة من سكانها لإعادة توطين فصائل الإرهابيين وعوائلهم، بذريعة إعادة اللاجئين إلى الوطن السوري، وهذا هو المخطط الذي لا زالت تتمسك به إلى الآن، وقد شاهدنا ذلك في جميع المناطق التي تحتلها الفاشية التركية، كما أنها لا زالت تمارس التهريب الممنهج عبر الحدود”.

وقالت: تركيا لم تكتف بما تفعله في المناطق التي تحتلها، بل لم تتخلص جميع المناطق من شرورها، فهي تقصف جميع مناطق شمال وشرق سوريا بشكل يومي، على الرغم من عقدها اتفاقيتين لوقف إطلاق النار مع كل من روسيا وأميركا، والهدف هو إرهاب السكان وحرمانهم من الاستقرار في قراهم ومدنهم لإرغامهم على الهجرة، ولم تتوقف عند ذلك بل تمارس كل أشكال الحصار على شمال وشرق سوريا بالتنسيق مع النظام السوري والمتواطئين معها، بهدف تضييق سبل العيش لدرجة حرمان السكان من المواد الضرورية للحياة من غذاء ومواد بناء، بالإضافة إلى خلق التوتر كي لا تشهد المنطقة أي استثمارات توفر فرص العمل والإنتاج للشعب.

وأكملت، لم يكتفي أعداءنا بذلك، بل قاموا بتنظيم عصابات للتجارة بالبشر عن طريق استخباراتهم، لتقوم بنهب ما تبقى لدى السكان من أموال وممتلكات مقابل إيصالهم إلى أوروبا، وهذه العصابات تقوم بشحن فرائسها إما براً فيموتون برداً وجوعاً أو اختناقاً في الشاحنات، أو يضعونهم في سفن الموت في البحار، ونتيجتها إما جثث الأطفال أمثال آلان كوباني أو عشرات الجثث كما في حادث الجزائر مؤخراً، وفي كل الأحوال يكون العدو قد تخلص منهم إما موتاً أو وصولاً إلى أرض الغربة حيث الضياع والصهر

وأكدت، إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي نرى أن من يترك أرضه ووطنه يصبح كالغرسة التي اقتلعت من جذورها، سواء كان ذلك بفعل فاعل كما في ممارسات أعداء الشعب في المنطقة، أو طمعاً في ظروف أفضل، ليصبح في مهب الرياح العاتية إما أن يغرق أو يرمى إلى مصير مجهول في مجتمع ليس مجتمعه وأرض ليست أرضه، والخاسر هو نحن وشعبنا ووطننا، فلا شك أن هؤلاء الغرقى هم أبناؤنا وأهلنا وفقدانهم خسارة كبيرة لشعبنا.

وفي الختام دعت الأمين، الشباب إلى عدم التخلي عن أرضهم ومجتمعهم والعمل من أجل بناء وطنهم، وألا ينخدعوا بهؤلاء السماسرة كي لا يكونوا فريسة لتجار البشر، قائلة: سنعمل معكم بكل ما يمكننا لسد الطريق أمام هذه الأحداث، بمحاربة هذه العصابات التي أغرت بالشباب ودفعتهم إلى الموت على طرق الهجرة.