لكل السوريين

أعلنوا عن الاكتشاف الأندر.. ما مصير المنازل المحيطة به؟

حمص/ بسام الحمد

أعلنت مديرية الآثار والمتاحف بحمص، عن اكتشاف لوحة فسيفسائية أثرية نادرة لا مثيل لها على مستوى العالم تعود للقرن الرابع الميلادي وذلك في مدينة الرستن القديمة في ريف حمص الشمالي، واعتبر خبراء آثار هذه اللوحة تراث تاريخي مهم لا يقدر بثمن وتتميز بمساحتها الكبيرة وبالحالة الجيدة التي مازالت عليها رغم تعاقب العصور.

لكن السؤال الأهم ماذا سيحل بأصحاب المنازل القريبة من الاكتشاف؟، يقول مدير الآثار أن عمليات التنقيب في المنطقة ستتوقف حالياً ريثما تتم إزالة المنازل الواقعة فوق التل بعد استملاكها وتعويض أصحابها بالقيم المالية المناسبة من المديرية العامة ومن ثم سيتم استئناف عمليات التنقيب التي ستكون مبشرة بوجود اكتشافات أثرية أخرى لا تقل أهمية عن اللوحة الحالية ولاسيما أن هذه اللوحة والأرضية تدل على وجود أبنية ضخمة وذات شأن وقيمة أثرية كبيرة.

ويعتبر الريف الشمالي لحمص من المناطق الغنية بالآثار، وخاصة مدينة الرستن والمناطق المحيطة بالبحيرة الموجودة فيها، وراجت عمليات تنقيب وبيع الآثار في ريف حمص في السنوات السابقة، وتركزت بمدينتي الحولة وتلبيسة إلى جانب الرستن.

ويبلغ طول اللوحة 20 مترًا، وعرضها ستة أمتار، وبحسب المديرية العامة للآثار والمتاحف، تعتبر هذه اللوحة من اللوحات المهمة من الناحية الفنية والأثرية، إذ تروي أسطورة قصة حرب “الأمازونات” بين طروادة واليونان، الموجودة في الإلياذة عند “هوميروس”.

ويوجد في المشهد المركزي للوحة صورة أخيل مع ملكة الأمازونات، بالمقابل هناك تمثيل لـ”هرقل” وهو يستحوذ على الحزام السحري من ملكة الأمازونات بعد قتلها، وهناك إطار آخر للمحاربات الأمازونيات في أرض المعركة مع اليونانيين وقد دُونت أسماؤهم.

وبحسب مصادر أن صاحب المنزل هو من اكتشف اللوحة منذ 2017، وكان يحاول بيعها، لكن صعوبة نقلها حال دون ذلك، حيث دفعوا له 300ألف دولار أمريكي.

وبعد الاكتشاف تساءل ناشطون عن مصير المنزل ومصير المنازل المحيطة بالمكان، قال البعض أن مديرية الآثار بحمص اشترت المنزل منذ 2018، بسبب محاولة صاحبه تهريبها، كما قامت المديرية بشراء منازل أخرى كانت تعقيق عمليات الحفر.

وأبدت الفنانة سلاف فواخرجي استعدادها للمساعدة في شراء المنازل القريبة من الاكتشاف الجديد، البعض يقول أن مديرية الآثار استغلت صاحب المنزل ودفعت له 9ملايين ليرة سورية في حين يبلغ ثمنه حوالي 50 مليون، الأمر الذي يثير مخاوف سكان المنطقة، في ظل سعي مديرية الآثار للتنقيب عن اكتشافات جديدة.

وقال مدير الآثار بحمص، إن هذا الموقع سيكون موقعاً أثرياً مميزاً وهاماً ومن المواقع الأثرية المميزة على الصعيدين المحلي والعالمي وبالتأكيد سيكون هناك لقى أثرية ذات قيمة كبيرة جداً، منوهاً إلى أن الرؤية المستقبلية للموقع أنه من المتوقع بناء متحف مفتوح فوق المكان متاح للزوار يتضمن اللوحة وذلك بعد الانتهاء من كامل عمليات التنقيب واتخاذ القرار من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف.

وتعتبر منطقة تل الرستن الذي تم العثور فيه على اللوحة، منطقة أثرية ومسجل في عداد المواقع الأثرية في العالم، وهي عبارة عن أرض مملكة أريتوزا في العصر الروماني كما ذكرت في النصوص بالقرن الرابع الميلادي، وهذا الاكتشاف الأثري النادر والمهم للوحة يعتبر ليس على فقط مستوى المنطقة بل على مستوى العالم، وحصل في العام 2018 حين كانت المنطقة تحت سيطرة المجموعات المسلحة الذين فتحوا أنفاق في المنطقة وقاموا بعمليات تنقيب عشوائي جائر لمدة عامين خلال وجودهم فيها.