لكل السوريين

السوار.. ثقافة أصيلة جمعت بين المسيحيين واليزيديين

الحسكة/ مجد محمد

لا تكاد تخلو منها أي يد، تكون في المعصم للجميع بدون استثناء ذكورا وإناث، كبارا وصغار، اكسسوار بسيط ودائم في اليد، يلبسها ابناء الطائفة اليزيدية وأبناء الدين المسيحي بمختلف مكوناتهم، نفس الألوان، ولكن مع اختلاف معانيها بين اليزيدين والمسيحيين.

السوار عبارة عن خيطان اثنان من الصوف، خيط باللون الأبيض، والخيط الاخر باللون الأحمر، يلتفان على بعضهما، مشكلين مزيج مميز ذو رونق خاص ومحبذ للجميع، ذكورا وإناث.

ففي الدين المسيحي يتم لبس هذا السوار في معصم اليد في عيد البشارة الذي يصادف في ٢٥ آذار/ مارس، ودلالة ذلك حسب اعتقادهم إنه اليوم الذي بشر الملاك جبريل السيدة مريم العذراء بحملها، وأنها ستلد رسولا مكرما من الله، وإنه من روح الله.

والسوار في الدين المسيحي يرمز إلى اتحاد الروح مع الجسد، وعقب صلوات وطقوس معينة في الكنيسة يتم وضع السوار في اليد بعد ان تتم عليه قراءات معينة وادعية ويقال ايضا انه خلال للس السوار في عيد البشارة يتم طلب الأمنية من الله بشفاعة مار الياس.

أما عند الطائفة اليزيدية، يطلق على السوار اسم باسمباري، ومعنى ذلك باسم الرب، ولا يشترط لديهم أن يكون سوارا في اليد، بل يمكن أيضا لبسه في الحلق، ويأتي ذلك حسب معتقدهم إنه يعبر عن رفعة طاووس ملك الذي كرمه الرب ووضع طوقا نورانيا في عنقه.

يتم لبسه عند اليزيدين في ٧ نيسان/ إبريل، حيث بسبب معتقدهم إنه اليوم الذي وضع الخالق الروح والدم في جسد سيدنا آدم الذي خلق من الطين وعن الألوان الأبيض والأحمر، يقال إنهم اللونين المميزين للشمس لأبيض اللون الطبيعي للنور، والأحمر لون الشمس عن إشراقها في الفجر، وهو أقدس الأوقات للصلاة عند اليزيدين.

وحسب اعتقاد اليزيدين، انه الباسمباري ليس حكرا لهم، بل يمكن لأي شخص يؤمن بقدرات الخالق أن يضعه، وإنه يزداد مفعول الباسمباري من خلال الإيمان الراسخ بالروح، والثقة المطلقة بالقدرة الإلهية.

والجدير بالذكر، إنه بات هذا السوار في الفترة الأخيرة منظرا معتادا في أيادي أهالي الحسكة، وخصوصا الشباب بمختلف ديانتهم وقومياتهم، يأخذونه من الكنيسة، مع إيمانهم به لو من دون إيمان كأسوار مثلا.