لكل السوريين

شذرات من تاريخ السينما السورية 5

إعداد/ لطفي توفيق 

بدأت المحاولات السينمائية الأولى بعرض صور متحركة في مدينة حلب عام 1908عن طريق أشخاص قدموا من إحدى الولايات العثمانية.

ولكن بداية المحاولات السينمائية الفعلية كانت في عام 1912، حيث عرض حبيب الشماس صوراً متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في ساحة المرجة بدمشق، وكانت آلة العرض تدار باليد، وكان الضوء فيها يتولد من مصباح يعمل بغاز الاسيتيلين.

ثم بدأ الانتاج السينمائي بصورته الحديثة عام 1928، بفيلم المتهم البريء.

وراء الحدود

في العام ١٩٦٣، بدأ زهير الشوا بتصوير فيلمه الثاني باسم “وراء الحدود” عن قضية فلسطين، وبعد عمل متواصل لمدة سنتين، لم يتمكن من إكمال الفيلم بسبب غياب التمويل، لم يقدم له أحد الإمكانات اللازمة لإنتاج فيلم ضخم من هذا النوع، فتوقف عن إنجازه، رغم أنه صرف على التحضيرات الأولى، والجزء الذي قام بتصويره، كل ما جناه من فيلمه الأول “الوادي الأخضر”.

لعبة الشيطان

وهو آخر محاولة فردية في فترة إنتاج القطاع الخاص، وأنتج عام ١٩٦٦، والفيلم من إخراج زهير الشوا وبطولته، وشارك في تمثيله كل من أميرة إبراهيم ونوال محمد ونجوى صدقي ونجاح حفيظ، ومحمد علي عبده وأكرم خلقي وصالح خلقي.

وكتب قصة الفيلم سعيد كامل كوسا، حول محام أحب غانية لدرجة الجنون، فتحول نتيجة لذلك إلى سكير ومقامر، وترك زوجته وأولاده.

وعندما اكتشف خيانة عشيقته رش وجهها بماء النار، ودخل السجن، وبعد خروجه منع من العمل بالمحاماة، فنزح إلى قرية في وادي بردى، وتعرف إلى فتاة لعوب، وهرب معها إلى الساحل بعد أن سرقت مبلغاً من المال من خزانة والدتها.

وأمضي معها فترة يتمتع بها بالمال المسروق، وعندما نفد المال بدأ بضربها والانتقام منها، وأصبح شبه مجنون.

وعاد إلى دمشق ليبحث عن زوجته وأولاده دون جدوى، وحاول الانتحار برمي نفسه عن سطح إحدى العمارات، فشاهدته فتاة في السادسة عشرة من عمرها، فأنقذته وأخذته إلى بيتها لتطعمه. حيث كانت المفاجأة، عندما حضرت أمها، وهي زوجته الأولى، والفتاة التي أنقذته ابنته.

فيفر من البيت خجلاً وتائهاً، فتصدمه سيارة في الشارع صدمة عنيفة، وينقل إلى المستشفى. وتهرع أسرته للحاق به.