أثار وقوع قتلى وجرحى في هجوم شنته مجموعات مسلحة متشددة، قادمة من عدة مناطق، منذ منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، على بلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق، ذات الغالبية الدرزية، قلقاً حول تكرار مجارز الساحل السوري مرة أخرى.
كما تجددت الاشتباكات في أشرفية صحنايا في ريف دمشق، ليل الثلاثاء – الأربعاء إثر استهداف الحواجز الأمنية من قبل مسلحين يتجمعون بالقرب من البنك العربي عند مدخل البلدة الشرقي.
وقال رجى الدامقسي أمين عام حزب الانتماء الديمقراطي السوري، إن ما يحدث في ريف دمشق بدأ يأخذ منحى خطير بالتزامن مع عمليات تصفية وقتل تنفذها مجموعات مسلحة ضد سكان بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا من الطائفة الدرزية.
وأضاف، في تصريح لصحيفة السوري، أن تكرار ما حدث في الساحل السوري أمر وارد في حال لم توقف المجموعات المتشددة هجومها على مدن وبلدات ذات غالبية درزية بريف العاصمة السورية دمشق.
وقالت مصادر محلية لصحيفة السوري، إن الاشتباكات اندلعت عقب هجوم شنته مجموعات مسلحة على بلدة أشرفية صحنايا بعد منتصف الليلة الماضية، ضد نقطة أمنية على مدخل البلدة يتمركز فيها عدد من أبناء البلدة بالتعاون مع عناصر من الأمن العام التابع لسلطة دمشق.
وأضافت المصادر، أن الاشتباكات في بلدة أشرفية صحنايا بريف دمشق توقفت لساعات قليلة، قبل أن تتجدد مرة أخرى مع قدوم مدعومين بمقاتلين جُدد من محافظة درعا.
وذكرت أن السكان في بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا أصيبوا بحالة من الخوف والهلع في ظل استمرار التحشيد والتجييش الطائفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويثير غياب دور لسلطة دمشق عن المشهد، وما يصدر عنها من بيانات رسمية تتجاهل ما يحدث على الأرض، تساؤلات حول قدرتها على ضبط العناصر التابعة لها، خاصةً أن غالبية المهاجمين ينتمون إلى فصائل تابعة لوزارة الدفاع، عدا عن قدرتها على حماية المواطنين، والحفاظ على السلم الأهلي الهش.
وقتل 18 شخصاً وأصيب 15 آخرون، خلال الاشتباكات التي اندلعت في ريف محافظة دمشق في مدينتي جرمانا وأشرفية صحنايا، بالإضافة إلى مقتل 9 من قوات رديفة لسلطة دمشق، وأصيب آخرون، والحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب الإصابات الحرجة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القتلى هم: 9 من أبناء (جرمانا-صحنايا-أشرفية صحنايا) كما أصيب 15 آخرين من ذات المدن، فيما استهدف مجهولون مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء بالسلاح المتوسط وقذائف الهاون.
ويأتي ذلك، بالتوازي مع التوتر والتحريض ضد طائفة الموحدين الدروز، والأحداث في جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق.
وفرضت القوى الأمنية التابعة لسلطة دمشق مساء أمس الثلاثاء، حظراً للتجوال في بلدتي صحنايا واشرفية صحنايا بريف دمشق، وشهدت أطراف مدينة جرمانا انتشاراً لعناصر الأمن.
كما غادرت 3 حافلات تقل طلاباً وعوائل من مدينة جرمانا ومدن سورية أخرى نحو مدينة السويداء، بعد التوترات وأعمال العنف التي حصلت، على خلفية تداول مقطع صوتي منسوب لشخصية من طائفة الموحدون الدروز تمس مشاعر المسلمين وتنال من رموزهم الدينية.
وكانت قد اندلعت اشتباكات في مدينة جرمانا بريف دمشق منذ مساء الإثنين، بين مجموعات مسلحة محلية وأخرى هاجمت المدينة، على خلفية أحداث ذات طابع طائفي.