لكل السوريين

الراحل عبود إسكندر من رموز كرة القدم الجز راوية

تقرير/ حسين هلال

من اللاعبين الذين برزوا في مدينة القامشلي  في مرحلة نهاية الستينات، وكان من بين أفراد الفريق الذي حقق مفاجأة كبيرة عندما نجح نادي رميلان بالفوز ببطولة كأس الجمهورية متفوقا على أندية عريقة في تلك الحقبة الزمنية، وخلال ممارسته للعبة شغل عدة مراكز وساعدته بنيته القوية وروحه القتالية في الملعب على التألق مع الفرق التي لعب معها في القامشلي وحلب وأخيرا في دمشق.

وسنحاول من خلال السطور القادمة القاء المزيد من الضوء على مسيرة الكابتن عبود إسكندر التي بدأت في منتصف الستينات، عندما انتسب إلى نادي الشبيبة لممارسة اللعبة، ونظراً لامتلاكه الكثير من المقومات التي أهلته لأن يبرز بين أقرانه من اللاعبين، حيث فرض اسمه في التشكيلة الرئيسية للفريق رغم صغر سنه، وبعد فتره من الزمن انضم لفريق هيئة الرميلان الذي كان يضم عدد من اللاعبين المتميزين على مستوى سوريا أمثال:

حنا نصري، سعيد نعوم، أديب إلياس، أفرام جورج، جوزيف عارف، فوزي أسو، واستطاعت هذه المجموعة أن تحقق إنجاز كبير في تاريخ كرة القدم السورية وهو الفوز ببطولة كأس الجمهورية لأول مرة في تاريخ هذا النادي وكرة القدم الجز راوية وذلك عام 1969.

وتابع مسيرته الكروية في صفوف فريق المنطقة الشمالية العسكري بحكم تأديته للخدمة الإلزامية، وفي نفس الوقت انضم لنادي اليرموك في حلب ولعب معه بالدوري لعدة مواسم،  ونظراً لتألقه وتميزه استقطبه نادي الجيش، الذي كان يدربه المدرب الوطني الكابتن “موسى شمّاس” ابن مدينة القامشلي وكانت فترة التحاقه بفريق الجيش من أبرز المحطات في مسيرته الكروية، حيث شارك معه في العديد من البطولات الرسمية في عدد من البلدان العربية والأجنبية.

وكان من ضمن أفراد الفريق الذي حصل على كأس القنيطرة بالعاصمة دمشق، بالإضافة للفوز ببطولة العالم العسكرية عام 1976، كما مثل المنتخب الوطني بالعديد من المباريات في بطولات عربية وآسيوية وتصفيات كأس العالم لأكثر من مرة.

وبعد هذا المشوار الحافل بالكثير من الذكريات الجميلة التي قضاها مع نادي الجيش والمنتخب الوطني، عاد لناديه الأم الجهاد وانضم للفريق الذي كان يضم نخبة من اللاعبين الشباب أمثال روميو إسكندر، رياض نعوم، محي الدين تمّو، عيسى أفريم، حيث كان نادي الجهاد في تلك الفترة من الفرق القوية التي يحسب لها حساب بالنسبة لأندية الدوري السوري حيث كان يطلق عليه بعبع الشمال لصعوبة اللعب معه خاصة على أرضه

وبعد فتره من الزمن اعتزل اللعب ولم يغادر ميدان اللعبة، بل اتجه للتدريب وتولى الإشراف على تدريب فريق شباب النادي لمدة موسمين، ثمّ تولى تدريب فريق الرجال  لعدّة مواسم و أثناء توجه الفريق إلى محافظة طرطوس لملاقاة نادي الساحل ضمن مباريات بطولة كأس الجمهورية تعرضت حافلة الفريق لحادث مرور أليم بتاريخ 23/ 12/  1991/،

وعلى أثرها توفى الكابتن عبّود مع خمسة من لاعبي الفريق،  وتم تشيع جنائزهم  في مدينة القامشلي بموكب مهيب وبحضور جماهيري غفير، وعن تلك الحادثة المشؤومة يتذكر أحد المصابين اللاعب محي الدين تمّو ممن كان مرافقاً للمرحوم عبود حيث يقول :

لم يكن عمري يتجاوز ال19 عاماً عندما عاد لنادي الجهاد فانضم إلينا وكنّا ننظر إليه بالكثير من الاحترام والتقدير، لأننا كنّا على يقين بأنه ثروة كروية للفريق والنادي وقادم من المنتخب الوطني، فميزته التواضع واحترام الجميع وتقديم كل ما يملك للاعبين، ونحن جيل الشباب أخذنا منه الكثير من الفائدة والمعلومات المفيدة، علماً أنه وفي يوم الحادث كنتُ جالساً بجانبه على مقعد واحد، ولاحظتُ عليه أثناء السفر الصمت والهدوء والكآبة وكأنه كان ينتظر الموت، ويبقى شعلة كروية راسخة في الأذهان.

كما يقول عنه الكابتن جورج خزوم أحد خبرات نادي الجهاد، كان في قمّة العطاء والسخاء عندما تولى عمله التدريبي في تدريب فريق الرجال وبعد وفاته أصبح يُعرف عند الرياضيين بأنه شهيد الرياضة.

بقي أن نشير إلى أن الراحل عبود إسكندر من مواليد القامشلي في عام  1949.