لكل السوريين

مبادرة تطوعية تؤمن وجبة الإفطار لألف شخص من فقراء حلب

حلب/ خالد الحسين 

تعرف مدينة حلب بمطبخها العريق وتفنن أهلها بصنع الأطعمة الشهية، إذ يرتكز المطبخ الحلبي بشكل أساسي على اللحوم في إعداد الوجبات، خصوصاً لحم الضأن (الغنم) والتوابل وزيت الزيتون والبرغل والفريكة، وتعتبر هذه المكونات ذات تكلفة عالية لا يمكن للعوائل الفقيرة إعدادها، ما تسبب في غياب مثل هذه الوجبات عن موائد الإفطار الرمضانية، خصوصاً للعائلات الفقيرة، وتلك التي تفتقد للمعيل.

وفي محاولة لمساعدة هؤلاء، تكثر المبادرات الإنسانية والاجتماعية، خصوصاً في شهر رمضان، إحدى هذه المبادرات يتحدث عنها أحد القائمين عليها محمد العلي، الذي قال في حديثه لـ “السوري” “مطبخنا الرمضاني يتميز بمأكولاته الحلبية للعائلات المنكوبة التي لا تملك قوت يومها في هذا الشهر الفضيل”.

يتابع: “تميزنا من خلال وجباتنا الحلبية المعدة من قبل مجموعة من السيدات الأرامل ليتم توزيعها على العائلات التي تعيلها النساء أو العائلات التي تفتقد للمعيل، وغيرها من العائلات المحتاجة خصوصاً لمصابي الحرب”.

يستفيد من مطبخنا الرمضاني حوالي ألف شخص، موزعين على 200 عائلة، إذ نوزع الوجبات يومياً بالتناوب بين العائلات. تكفي الوجبة الواحدة خمسة أشخاص تقريباً، كما يتم توصيل الوجبات للعائلات في مكان إقامتهم.

يضيف العلي: “نحاول إدخال الفرحة للعوائل التي ليس لديها قدرة مادية على إعداد مثل هذه الوجبات خصوصاً الأطفال. كما نحاول الابتعاد عن النمط التقليدي كتوزيع وجبات تحتوي على الأرز والبرغل وما شابه، فهناك أرامل وأصحاب احتياجات خاصة ليس لديهم إمكانية إعداد هذا الأطباق”.

ويؤكد: “عدد العوائل المستفيدة قليل لكن هذا المتاح والممكن في الوقت الراهن، والمشاريع التي ننفذها من هذا النوع دخلت سنتها التاسعة، وقد بلغ عدد المستفيدين منها 80 ألف شخص، لنحو 16 ألف عائلة.

ويطالب الحلبي المنظمات التي تقدم المساعدات حذو حذوهم، والخروج عن النمط التقليدي في إعداد الوجبات الرمضانية التي يمكن للعوائل إعدادها، راجياً توزيع الوجبات التي تحقق رغبة المستفيد، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأهالي في شهر رمضان. ويعمل في المشروع العديد من النساء الأرامل، إضافة لمعدومي الدخل مقابل الحصول على وجبات لعائلاتهم إضافة لأجر معين.

بدورها، تقول العاملة ضمن المشروع الرمضاني أم محمود، لـ “السوري”: “أساعد في إعداد الطبخ للمحتاجين والفقراء والأرامل والنساء المحتاجات، من خلال إعداد الوجبات التي تشتهر بها مدينة حلب، كالأرز والملوخية والكبة المقلية والكبة السفرجلية والكبة السماقية والأرمان والكبة اللبنية”، (أنواع مختلفة من الكبة تشتهر بها مدينة حلب).

مضيفةً: ” مثل هذه المشاريع تدخل الفرحة إلى قلوبنا خلال تحضيرها، محاولين دائماً أنّ نكون عند حسن ظن الجميع.. أمرٌ جميل إسداء خدمة للناس والذي بدوره يبعث في النفس الراحة والروحانية خلال شهر رمضان”.

في المقابل، ترى العاملة في المطبخ ندى العمر، أنّ “توزيع وجبات عادية ليس بالأمر المرغوب، ولكن توزيع وجبات لا قدرة للعائلات على إعدادها هو أمرٌ مرحب به”.

هذا ويشجع المشروع على أقبال العديد من الشباب ورؤساء الأموال عل دعم مثل هذه المشاريع الخيرية الرمضانية التي تساعد أهالي مدينة حلب ذوي الدخل المحدود والفقراء الذين يعيشون ظروف اقتصادية صعبة وسط غلاء مبرح.