لكل السوريين

المدخل في التعاطي مع نظام دمشق

محمد أمين عليكو

 

على ما يبدو هناك مؤشرات في تغير التعاطي مع الملف السوري المنهك، وخاصة من قبل بعض الدول العربية و غض النظر أو بمعنى / التراخي من الجانب الأمريكي في تنفيذ قانون قيصر على سلطة دمشق، ومنها ما يتعلق بمشروع الكهرباء و الغاز إلى لبنان والتبادل مع الأردن عبر معبر النصيب الحدودي، وأيضا عودة التعاون مع منظمة الصحة العالمية و إعادته إلى الإنتربول الدولي و بعض مؤسسات الأمم المتحدة.

 

هذا الأسلوب  في التعاطي مع السلطة الحالية، سيكون لها أثر مباشر في الأزمة السورية وبشكل مباشر في ملف الحل السياسي السوري.

 

أعلان المبعوث الأممي إلى سوريا ؛ غير بيدرسن ” الذي أكد على حصوله على  دعم من الدول الفاعلة في الملف السوري، وخاصة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، “خطوة مقابل خطوة” وهو لتحقيق الانتقال السياسي والاستقرار في سوريا.

 

والسؤال الذي  يطرح نفسه في هذا السيا0ق ..؟

 

هل حقاً ستسهم خطوات بيدرسون في تنفيذ الحل السياسي المنشود في سوريا..؟ أم أنها مجرد خطوات و وعود كما كان يفعل سابقيه.

 

على ما يبدو هناك معطيات و مؤشرات تؤكد على

 

” تغير سلوك سلطة دمشق بدل تغير نظام الأسد ” وتكون بوابة نحو الحل و الانتقال السياسي في سوريا.، أو تغيير السلوك بمعنى أدق، تغيير السياسيات وليس المؤسسات و الأفراد، وما تشهد الملف السوري اليوم سياسة ” خطوة مقابل خطوة ” حسب المعطيات و الأحداث والتطورات المواقف الدولية تجاه الأزمة السورية ” برغم وجود القرار الدولي  2254 الذي يؤكد على الانتقال السياسي في سوريا،  الواقع يشير إلى خلاف ذلك، هو تغيير في سلوك سلطة دمشق وليس تنفيذ مطالب الشارع السوري المشروعة والديمقراطية، في بناء المستقبل لأبناء المجتمع السوري، الذي يبحث عن الحرية و العدالة الاجتماعية والمساواة وينهي طوابير الذل والإهانة اليومية ومحاربة لقمة العيش، في حقيقة الأمر نحن أمام تعنت سلطة الأسد و أسلوبه في التعاطي مع الداخل السوري ومع القوى السياسية والاجتماعية الديمقراطية ” المعارضة الوطنية الحقيقة السورية ” التي تمثل تطلعات الشعب بجميع مكوناته، أن اي تعاطي من قبل الدول العربية ومن الاتحاد الاوروبي مع ذهنية السلطة الحاكمة المستبدة في دمشق، دون التفكير و النظر الى واقع المجتمع ، سينعكس تعقيداً و تعميقاً على الأزمة الحالية، وعلى جميع القوى السياسية والشخصيات الوطنية السورية والتي تؤمن بالحرية  وتؤمن بسوريا المستقبل اللامركزية في أن تتكاتف و تتعاون وتقوم بواجبها الوطني لتحريك الرأي العام السوري و العالمي للوقوف أمام أي مخطط على حساب دماء الشعب السوري، وعلى الأمم المتحدة و مجلس الأمن و جامعة الدول العربية أن لا تكون شريك بقتل الشعب السوري أكثر و أكثر من أي وقت مضى كما يفعل المحتل التركي والمجرم أردوغان وحكومته الإرهابية.

 

يجب الضغط على سلطة دمشق ، لإيجاد الحلول و الاستماع إلى صوت شمال وشرق سوريا، أن مكافأة نظام الأسد بمحاولات بعض الدول العربية، لن يكون في مصلحة السوريين في ظل عقلية نظام دمشق الشوفيني وعدم قبول إرادة الشعوب الديمقراطية، لن يفيد تغير التعاطي مع سلوك سلطة دمشق.

 

كان الشعار ” إسقاط النظام واليوم تغير سلوك النظام الحالي” الذي أصبح كابوس حقيقي يكتم أنفاس أبناء الوطن السوري.

 

الحل في سوريا بحاجة إلى اسلوب في التعاطي مع الأزمة أمام فشل كل الوسائل سواء تلك التي استخدمها النظام أو تلك المبادرات الدولية التي تفتقد إلى الإرادة في حل القضايا وأزمات الدول والشعوب.