لكل السوريين

كنائس دير الزور.. تاريخٌ مسيحي شاهد على ممارسات داعش

تشتهر مدينة دير الزور بكنائسها التي لطالما كانت وجهة للسوريين من المكون المسيحي، ولكن لم يبق سوى الركام منها، حيث تعرضت تلك الكنائس لأسوء فترة إبان تواجد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.

وتعتبر الكنائس في دير الزور من أعرق الكنائس في الشرق الأوسط، وتعرضت لتفجيرات افتعلها إرهابيو داعش، وكانت كنيستي العذراء وشهداء الأرمن أكثرهن دمارا.

ويتوجه في كل عام الأرمن إلى الكنائس الأربع لإحياء ذكرى مجزرة العثمانيين بحق المكون الأرمني، حيث كانت دير الزور آنذاك وجهة نهائية للهاربين من المذبحة الكبرى التي اشتهرت بالسيفو.

ويعد تفجير داعش للكنائس في العام 2014 الأكبر على الإطلاق، حيث لم تتبقى منها سوى ساحة المذبح، ناهيك عن أن إرهابيو داعش قبيل تفجيرهم للكنائس كانوا قد سرقوا المحتويات والتماثيل التي تضمها الكنائس.

ونظرا للفترة الطويلة التي استمر تواجد داعش فيها، وقبله كانت المنطقة خاضعة لسيطرة تنظيمات إرهابية أخرى أمثال ’’أحرار الشام، وجبهة النصرة، والجيش الحر’’، لم يبق من رعايا الكنائس أي أحد سوى شاب في الثلاثين من عمره، كان متواريا عن أنظار إرهابيي التنظيم، وكان شاهدا على حل بالكنائس من دمار.

الشاب الثلاثين يدعى توما، بحسب ما عرف عن نفسه لإحدى الوكالات، يقول “الهدف الذي أردت الوصول إليه من خلال مكوثي في المدينة أثناء تواجد الإرهاب فيها هو توجيه رسالة للعالم أجمع مفادها أن الصمود والمحبة هو أساس استمرارنا”.

ويكثر السوريون من المكون المسيحي في دير الزور في أحياء كل من ’’القصور، الرشدية’’ بشكل أساسي، ومعظمهم من السريان والآشور والكلدان والأرمن.

وبلغ عددهم في آخر إحصائية في العام 2010 حوالي 3 آلاف مواطن، ونظرا لسيطرة التنظيمات الإرهابية هاجر ثلثهم تقريبا خارج سوريا، أما الآخرون فقد توزعوا في بقية المحافظات السورية.

وبعد انقطاع دام ثمانية أعوام عادت أجراس الكنائس لتدق، حيث أقيم أول قداس في شباط من العام قبل الماضي، وكان ذلك في كنيسة العذراء للسريان الأرثوذكس.

وتعتبر منطقة حوض الفرات حاضنا للتاريخ المسيحي، وتضم دير الزور أربع كنائس، وهي ’’الكبوشيين، العذراء، شهداء الأرمن، الكاثوليك’’.

وتتميز كنيسة شهداء الأرمن بأنها وجهة حج، كما وتحتوي على رفات العديد من الضحايا، وبني داخلها عمود يخترق منتصفها، وهو عمود الانبعاث الذي يضم رفات الأرمن من مختلف المناطق.