لكل السوريين

الأبيض والأسود في حياتنا

ـ الأبيض: ذاك اللون الذي يُصرّ الكثيرون على اختياره، بعيداً عن الألوان الأخرى التي قد تكون أكثرمنه قرباً إلى القلب، وفيها الكثير من السعادة!

*الأسود: قراءة الألوان فيها مزايا كثيرة، وعندما نحاول أن نشير إلى ذاك اللون أو غيره، يتصدى لك في بغتة ما رجل مشاكس، وكل ما يريد قوله، هو أن تلتزم بفكرته ورأيه، واللون الذي يغمز فيه من خلال قناته.

ـ الأبيض: أن نعيش الواقع بكل ما فيه من حب ونبل، وإن كنت تلامس فيه الكثير من المنغّصات!

*الأسود: الكثير من الشباب يرفض الامتثال للواقع، ويرفضون كل ما هو قديم، ونبذ كل ما شأنه أن يخالف رغباتهم ولهوهم!

ـ الأبيض: ذاك الرياضي الذي يستعجلُ نيل الميداليات، والوقوف على منصات التتويج، ويفاخِرُ في حمل الكؤوس!.

*الأسود: ما مدى قابليته أحقيته لهذه الميداليات ونيل الجوائز، ما دام أنها لا تعني له شيئاً!.

ـ الأبيض: ظهور الكثير من الأدباء، وتسابقهم نحو دور النشر لأخذ موافقة أصحابها على نشر كتاب ما، أو رواية أدبية، وما أكثر انتشارها في هذه الأيام!.

*الأسود: إنَّ الكثير من الكتب المنشورة، وبصورة خاصة، في إطار الدراسات الفلسفية، والروايات والقصص وما شابهها، صارت في دوّامة النسيان، ومن الأجدى هو أن توقف عجلة دور النشر الجري خلفها، وأكثر ما يسعد القارئ، متابعة كل ما ينشر، وباختصار، من على شبكات التواصل الاجتماعي، التي أسهمت، والى حدٍ ما، في وقف دوران المطابع والحد منها.

ـ الأبيض: أن تصنع معروفاً في موضعه الصحيح، وأن تلبي طلب محتاج هو أقرب منه إلى إكرام الضيف!.

*الأسود: أن تمنحه العطاء، على شكل هبة، ومن ثم تحاول أن تُسمعه كلماتٍ نابية، وإهانات مبتذلة، توشك أن تضع العقل في الكف!

ـ الأبيض: تحقيق مراد الكثير من الشباب في السفر، طموح دائم يبذلون طاقة غير عادية بهدف تحقيقه، لجهة البحث عن التأشيرة ودفع المال، وبدون اكتراث!.

*الأسود: وفي حال تحقيق رغباتهم بعد بذلهم المزيد من الوقت والجهد، تجدهم  يبدأون يخلقون الأعذار والتبريرات لترقيع حالة ما، فيها الكثير من التباهي، وأكثر ما يهمّهم التغزّل بالسفر ليس إلا!

ـ الأبيض: أن تقدم دفعة مالية لصديق أو قريب بهدف مساعدته وبدون مقابل لأجل إسداء خدمة ما.

*الأسود: مجرد محاولة التفكير في استردادك للمبلغ سيقيم الدنيا ولن يقعدها، لأنه في سريرته، يدرك أنك لم تعد تفكر باسترجاعه، ويتساءل: لماذا بادر بتقديم هذه الخدمة التي اعتبرها مساعدة لسد حاجة صديق على تجاوز عسره وبدون مقابل؟!

ـ الأبيض: أن نحب وبكل صدق وعفوية، رغم تجاوز سن الزواج، والإعلان عن موعد الخطوبة والزواج، وبكل تباهٍ!

*الأسود: الغياب الذي سجله الفريق الثاني، وبعد أن فرش الدنيا أمامك بالورود والياسمين، وأعلن موافقته على الزواج، يفاجئك باختلاق ذرائع تتضمن الكثير من حالات الاستغراب والتساؤل!.

ـ الأبيض: أكثر ما يهيّمن عليك الشوق والحنين إلى الأهل والوطن الأم، والعودة إلى الذكريات وسلسلتها الطويلة.

*الأسود: نكران الكثير من المغتربين، وبصورةٍ خاصة الشباب منهم، دور الأهل في حياتهم، وتجليات الحارة وأهلها والأصدقاء، وكل هذا ما يثير الكثير من السخط!.

ـ الأبيض: أن تقوم بعمل ما يُطلب منك على الوجه الأكمل، وبضميرٍ حي، حتى في حال غياب صاحب العمل.

*الأسود: يؤلمك من يهمل دوره، ويقتصر على تسوية بعض ما يطلب منه، ويتمثل هذا بحضور صاحب العمل شخصياً!.

ـ الأبيض: الأهل الذين لا يميزون في علاقاتهم مع أبنائهم، فالكل سواسية كأسنان المشط.

*الأسود: تفاوت العلاقة بين الأخوة بعضهم البعض، والاهتمام بعَمِر أكثر من زَيد، وهذا ما يُؤجج من فحوى العلاقة بين الأخوة أنفسهم، وما يلحقها من علاقات سوداوية، الخاسر فيها الأهل أنفسهم!

ـ الأبيض: العيش في مدينة جميلة وادعة، وبكل تآلف ومحبّة وحرية، وتأمين متطلبات أهلها الحياتية الخدمية الأساسية.

*الأسود: ظهور بعض الصور التي شوّهت، وللأسف، الكثير من أحلام أبناء المدينة، ولم ينفع معها العويل وصراخ أهلها، وتحولها إلى عرضة للخراب والدمار.

ـ الأبيض: أن تبادر بالاحترام نحو من تحب، وبكل عفوية وصدق.

*الأسود: أن تلقى صفعة موجعة من ذاك الحبيب، وهو أكثر اعتلاءً لذلك الجواد الأبيض الذي كان يحلمُ في يوم ما من أن يكون أمل حياته برغد العيش.

ـ الأبيض: أن تغامر، وبكل ما لديك من مبالغ مالية لأجل تحقيق هدف وغاية نبيلة.. لاسعاد غيرك.

الأسود: إظهارها من قبل الغير على أنها بمثابة سوداوية بغيضة ستحيل طريق مستقبلك الذي رسمت وبكل تواضع إلى جحيم!

 

عبد الكريم البليخ