لكل السوريين

مع بداية السنة الجديدة.. تواصل السويداء انتفاضتها السلمية وتعلن عن تجمع مهني جديد

بزخم كبير وبحضور وفود من مختلف أرجاء المحافظة ومكوناتها وشرائحها الاجتماعية والفكرية وفعالياتها المهنية والاقتصادية، ودّعت ساحة الكرامة في مدينة السويداء الجمعة الأخيرة من عام 2023، بمظاهرة مركزية حاشدة، أكدت على المطالب الشعبية الداعية إلى التغيير السياسي، وبناء دولة المواطنة.

وفي رسالة حضارية جديدة قدمها حراك السويداء للتعبير عن المطالب بتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية، ورفض الظلم والاستبداد، احتشد مئات المحتجين في مظاهرة جالت شوارع مدينة السويداء هتف المتظاهرون خلالها للحرية والتغيير السياسي.

وبمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، رفعوا لافتات تحمل عبارات قالها السيد المسيح “من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً” و “كل من هو مع الحق يسمع صوتي”، وغيرها من الكلمات التي قالها السيد المسيح قبل حوالي ألفي عام، وكتبت على لافتات المتظاهرين الذين قدموا التهاني على طريقتهم للمسيحيين ولكل شعوب العالم.

الساحة تتسع للجميع

وفي بلدة القريّا جنوب السويداء، جدد عشرات المحتجين وقفتهم المسائيّة الداعية إلى التغيير السياسي والانتقال السلمي للسلطة، أمام صرح القائد سلطان باشا الأطرش.

وفي رد على محاولات بعض الأحزاب استغلال الحراك السلمي لفرض نفسها ورفع شعاراتها، أصدرت لجنة الحراك في البلدة بياناً توضيحياً عبّرت فيه عن عدم تبني الحراك في البلدة لأية تشكيلات أو تيارات أو أحزاب، وذكرت أن الأولويّة في الوقت الراهن للصوت الواحد وعفوية الشارع انطلاقاً من مطالب حرية التعبير وتقبّل الاختلاف.

واتخذ الحراك في بلدة المزرعة بالريف الغربي للمحافظة، وفي العديد من القرى والبلدات فيها موقفاً مماثلاً.

وخلال اجتماعه مع وفود وتيارات سياسية مختلفة، أكد سماحة الشيخ حكمت الهجري على وحدة الصف والعنوان الوطني الجامع، وشدد على أهمية التعددية السياسية والفكرية ضمن الإطار الوطني، وأشار إلى أن ساحة الكرامة عنوانها وطني وليس حزبياً أو سياسياً.

وقال “نحن مع التعددية السياسية ومع التباين بالأفكار وهذا أمر صحي، ولكن مع وحدة الهدف في إطار القرارات الأممية”.

وأضاف “نحن كسوريين تجمعنا الجغرافيا والتاريخ والهوية، ولن يجمعنا إلّا بيت واحد ونحن جزء لا يتجزأ منه وهو الشعب السوري، وأيدينا ممدودة لإخواننا السوريين في كافة المناطق”.

التجمع المهني

أعلنت التجمعات المهنية في السويداء عن تشكيل “تجمع مهني”، وحدّدت هويته ورؤيته.

وحسب الإعلان عنه، يتكون التجمع من المهندسين والمهندسين الزراعيين والمحامين والمعلمين والكتّاب والفنانين التشكيليين، بالإضافة إلى كوادر القطاع الصحي وفعاليات أخرى.

وتبدو المبادئ التي أعلنها التجمع ذات طابع سياسي أكثر مما هي ذات طابع نقابي، حيث ركّزت رؤيته على الشرعية الدستورية، والانتقال السياسي للسلطة بما يفضي إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، والتمسك بوحدة الأراضي السورية، والتأكيد على أن الشعب السوري بكل مكوناته هو من يرسم مستقبل سورية.

ولم يعتبر التجمع الجديد نفسه بديلاً عن النقابات القائمة، إنما سيعمل على “إعادة الاستقلالية لها ورفع الهيمنة الأمنية والحزبية عنها، إضافة إلى دعم الحراك السلمي وتقديم المبادرات الإنسانية والخدمية ومتابعة ملفات الفساد”.

ومنذ انطلاق الحراك الشعبي في محافظة السويداء في شهر آب الماضي، انبثقت الكثير من التشكيلات والتجمعات السياسية والحزبية والمدنية، وظهرت التجمعات المهنية على شكل وفود شاركت باستمرار في تظاهرات يوم الجمعة المركزية في ساحة الكرامة.