لكل السوريين

روسيا تهدد الغرب بإجراءات عسكرية.. وتطلب ضمانات أمنية فورية

تقرير/ محمد الصالح 

صعّد الرئيس الروسي لهجته تجاه خصومه الغربيين لدرجة تثير المخاوف من احتمال نشوب نزاع مسلح معهم.

ووضع “خطوطاً حمراء” أمام توسع الناتو في البلدان التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي.

وقال بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي “يجب أن لا يكون هناك أي توسع لحلف شمال الأطلسي شرقا”.

واتهم الحلف بخداع روسيا بخمس موجات من التوسع منذ تسعينيات القرن الماضي.

ودعا الغرب إلى تقديم ضمانات أمنية فورية من أجل نزع فتيل الأزمة التي أشعلتها الحشود العسكرية الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

وكانت روسيا قد قدّمت للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مسودة مقترحات حول مطالبها مقابل وقف تصعيد التوتر في أوكرانيا.

وجاء في المقترحات أن على الحلف الاطلسي عدم قبول أعضاء جدد في تحالفه العسكري، وعدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفياتي السابق، والتراجع إلى حدود نفوذه التي كانت في العام 1997.

وهدد الرئيس الروسي باتخاذ إجراءات عسكرية في حال رفض الحوار حول هذه المقترحات، لكنه نفى أنه يخطط لغزو أوكرانيا.

ضمانات مكتوبة

دعا بوتين الغرب إلى تقديم ضمانات أمنية فورية من أجل نزع فتيل الأزمة على الحدود مع أوكرانيا، ونوه إلى أن الإجراءات العسكرية ليست خياره المفضل، وأكد أن روسيا تريد تجنب حدوث صراع مع أوكرانيا والغرب.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا تلقت رداً إيجابياً “بصفة عامة” بشأن المقترحات التي قدمتها للولايات المتحدة هذا الشهر.

وأعرب عن أمله بأن تتم المحادثات مع الولايات المتحدة في وقت مبكر من العام المقبل في جنيف، مضيفاً بأن “الكرة في ملعبهم، وعليهم أن يقدموا لنا رداً ما”.

وكانت روسيا قد حذرت من خطر وقوع مواجهة كبيرة مع الغرب ما لم تفكر واشنطن وحلفاؤها بجدية في تقديم ضمانات أمنية لموسكو.

وطالب بيان للخارجية الروسية الحلف بوقف إجراء مناورات عسكرية بالقرب من حدود روسيا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي في لقاء صحفي بموسكو “إذا رفض خصومنا على الجانب الآخر تقديم أي تقديم ضمانات أمنية لموسكو فمن الحتمي أنهم سيجنون مزيداً من التردي للوضع الأمني”.

واشنطن مستعدة للحوار

أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة مستعدة لبدء حوار دبلوماسي مع روسيا “اعتبارا من بداية شهر كانون الثاني المقبل”.

وقال المسؤول، في تصريحات تناقلتها وكالات الأنباء “ثمة نقاط أثارتها روسيا ونرى أننا نستطيع مناقشتها، مقابل نقاط أخرى يعلم الروس أننا لن نقبل بها البتة”.

وأكد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يستعدون في الوقت نفسه لفرض “عقوبات شديدة” في حال هاجمت موسكو أوكرانيا.

وأشار إلى أن واشنطن لا تعتقد أن الرئيس الروسي قد اتخذ قرار اجتياح أوكرانيا بعد، فهو يدرك أنه سيواجه عقوبات اقتصادية قاسية في حال أقدم على ذلك.

وأوضح المسؤول أن الإدارة الأميركية، أبلغت روسيا أن جزءاً من مطالبها لخفض التصعيد ضد أوكرانيا غير مقبول، وأن شركاء واشنطن وحلفاءها بصدد إعداد خطوات جادة سيتم اتخاذها في حال اجتياح روسيا لأوكرانيا.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي، إنه “ليس هناك اتفاق نهائي بشأن موعد ومكان المحادثات مع روسيا”.

تحذيرات أوروبية

قبل ساعات من القمة الافتراضية التي جرت بين الرئيسين الروسي والأمريكي، حذّر الاتحاد الأوروبي روسيا من إمكانية فرض عقوبات جديدة عليها في حال هددت أوكرانيا عسكرياً.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية “سيرد الاتحاد الأوروبي بالشكل المناسب على أي أعمال عدوانية إضافية بما في ذلك أي خرق للقانون الدولي وغير ذلك من الأعمال الخبيثة ضدنا أو ضد جيراننا، بما في ذلك أوكرانيا”.

وشدد قادة الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، على ضرورة تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الأعمال العدائية الروسية.

ومن جانبها، حذرت فرنسا من “عواقب استراتيجية ضخمة” إذا تعرضت روسيا لأوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها إن “رسائل حازمة نقلت إلى روسيا بشأن العواقب الضخمة التي ستنتج عن تعرض جديد لوحدة أراضي أوكرانيا”.

كما هدّد المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس بعواقب محتملة على أنبوب غاز “نورد ستريم 2″، الذي يربط روسيا بألمانيا، في حال غزت القوات الروسية أوكرانيا.

يذكر أنه رغم تصاعد التوتر على حدود أوكرانيا، تم تجديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في العام الماضي، بين القوات الأوكرانية والمتمردين المدعومين من روسيا، بإشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ومع أن القتال بين الطرفين قد توقف منذ عام 2015، إلّا أن الاشتباكات المتقطعة استمرت بين الجانبين، وجاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم تجديده، لإنهاء العنف المستمر بينهما.