لكل السوريين

انتخابات منتصف الولاية.. فوز بطعم الخسارة للجمهوريين وخلط لأورق الترشح للرئاسة بعد عامين

تمكن الحزب الديمقراطي من إحباط “الموجة الحمراء” التي كان الجمهوريون يتوقعونها في انتخابات منتصف الولاية، والحد من الأضرار التي كانت متوقعة من قبلهم، وحرمت نتائجها الرئيس السابق دونالد ترامب من تشكيل حركة مد في الكونغرس كان يراهن عليها للعودة إلى البيت الأبيض مجدداً.

وباتت التشكيلة النهائية لمجلس الشيوخ معلقة على المقاعد التي لم يتم فرز أصواتها بعد، وقد يتطلب ذلك عدة أيام.

ورغم تحقيق الديمقراطيين أداء أفضل من المتوقع في هذه الانتخابات، إلّا أن الأغلبية الضئيلة للجمهوريين في مجلس النواب ستسمح لهم بالتضييق على الرئيس الديموقراطي جو بايدن خلال العامين المقبلين، وقد تساهم في عرقلة تشريعاته، وتطلق تحقيقات مضرة بمستقبله السياسي.

وأشارت نتائج الانتخابات إلى أن الناخبين يعاقبون بايدن بسبب الاقتصاد الذي يعاني من التضخم الحاد، كما يعارضون مساعي الجمهوريين لحظر الإجهاض وإثارة الشكوك في العملية الانتخابية في البلاد.

فيتو بايدن بمواجهة الجمهوريين

أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن قبل صدور النتائج النهائية للانتخابات النصفية للكونغرس عن استعداده للعمل مع الجمهوريين في السنتين الباقيتين من رئاسته.

ودعا الجمهوريين إلى إبداء “استعدادهم للعمل” معه، ملوحاً باستخدام الفيتو إن لم يفعلوا.

وأشار إلى أنه لن يخذل الشباب الأميركي الذي صوت بأرقام قياسية في هذه الانتخابات والمرأة الأميركية التي أسمعت صوتها وشاركت في التصويت بأعداد كبيرة.

وهدد بأنه إذا حاول الجمهوريون المساس بقرار خفض الأدوية والرعاية الصحية، سيتصدى لهم بالفيتو، وأكد أنه لن يسمح لهم بتخفيض الضرائب على الأثرياء.

وكان بايدن قد وجه تحذيراً صارماً من تبعات “عامين فظيعين” بعد استطلاعات الرأي التي رجحت فوز الجمهوريين في هذه الانتخابات النصفية.

وقال أمام حشد صغير في قاعة منعت من دخولها كاميرات الصحافة: “إن خسرنا مجلسي الشيوخ والنواب، فإننا سنمر بعامين فظيعين”، ولكن “النبأ الجيد هو أنني أملك قلم الفيتو”، وفقا لما نقلته وسائل إعلام أميركية.

ترشح بايدن للرئاسة

بمجرد ظهور النتائج النهائية للانتخابات النصفية في الولايات المتحدة سيتحول الاهتمام الوطني إلى انتخابات عام 2024، وإلى من سيسعى إلى الترشح فيها.

وبينما كان بايدن ومساعدوه يفكرون بهدوء في مستقبله السياسي خلال الأشهر الماضية، ذكرت تقارير صحفية أن هذه المداولات تسارعت خلال الانتخابات.

وتوقعت التقارير أن يكون قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بالسعي لولاية ثانية، وتوقيت إعلان هذا القرار المحتمل، عاملاً رئيسياً في حث بايدن على الترشح مجدداً، حيث لا يزال مستشاروه يعتقدون بأنه الأفضل لمواجهة سلفه، ويعربون عن ثقتهم بقدرته على منافسة ترامب، والفوز بفترة رئاسية ثانية.

ومن جانب آخر، يشير العديد من الديمقراطيين إلى أنهم قد يدعون بايدن إلى عدم الترشح مجدداً في حال كانت نتائج الانتخابات النهائية لصالح الجمهوريين بشكل كبير.

وكان الرئيس بايدن قد أكد نيته الترشح لولاية رئاسية جديدة، لكنه قال إنه لم يتخذ قراراً رسمياً بذلك حتى الآن، وقد يتخذ القرار النهائي في أوائل العام المقبل.

ترشح ترامب

أضعفت النتائج الأولية للانتخابات النصفية صورة دونالد ترامب كشخصية مهيمنة في الحزب الجمهوري تسعى للترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وكان ترامب حريصاً على القفز مباشرة إلى سباق 2024، حسب مقربين منه، ولكن نتائج الانتخابات أظهرت فشل حزبه في تحقيق النتائج التي كان يأمل في الاستفادة منها، حسب الصحافة الأميركية.

كما عزز انتصار حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس موقعه كمنافس رئاسي، ووضعه في مسار تصادمي مع ترامب

واعتبرت تقارير صحفية أن فوز ديسانتيس الكبير هو استعراض للقوة ضد ترامب، ورفع أسهمه التي تصاعدت خلال هذا العام، ووضعته على طريق إعلان خوضه الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو ما دفع ترامب إلى تحذير دي سانتيس من الترشح، قائلاً إن ذلك سيضر بالحزب الجمهوري، ونوه إلى أنه يعرف عنه أشياء غير جيدة، وهدد بكشفها في حال ترشحه للرئاسة.

جديد الانتخابات

سجلت انتخابات منتصف الولاية أرقاماً جديدة على أكثر من صعيد، حيث انتخبت ولاية ماساشوستس الديمقراطية مورا هيلي حاكمة لها، لتصبح أول حاكمة مثلية في تاريخ أميركا.

وفي ولاية ماريلاند، أصبح الديمقراطي ويس مور أول حاكم أسود بتاريخ الولاية.

كما أصبحت سارة هاكابي ساندرز، أول امرأة حاكمة لأركنساس بفوزها على الديمقراطي كريس جونز، وكانت تشغل سابقا منصب السكرتير الصحافي للرئيس دونالد ترامب.

وأصبحت كاثي هوشول أول امرأة منتخبة حاكمة لنيويورك في تاريخ الولاية بعد أن هزمت لي زيلدين.

وفاز الديمقراطي ماكسويل أليخاندرو فروست البالغ من العمر 25 عاماً، بمقعد في الكونغرس، ليصبح أول عضو من الجيل الجديد في مجلس النواب الأميركي.

وفازت كارولين ليفيت البالغة 25عاماً، في نيو هامبشر، وهي تنتمي للجمهوريين، وتنادي بخفض الضرائب والتشدد عند الحدود.

وحققت الولايات المتحدة رقماً قياسياً جديداً لعدد حاكمات الولايات لهذه الفترة البالغ 12 حاكمة،

وكان الرقم القياسي السابق 9 حاكمات في عام 2004.