اللاذقية/ سلاف العلي
إن الطلب على مادة اللحوم الحمراء في أسواق محافظة اللاذقية ومدنها، انخفض بنسبة 35%، منذ انتهاء الموسم السياحي وبدء العام الدراسي، بالرغم من ثبات تسعيرة اللحوم منذ ما يقارب الشهرين، حيث أن وجود المصطافين خلال الصيف ينعكس إيجابا على زيادة الطلب.
تظهر حالة الركود بشكل واضح في سوق اللحوم الحمراء بمحافظة اللاذقية من خلال محال بيع اللحوم الخالية سوى من زبون طيار يدخل كل نصف ساعة أو ساعة يشتري بالأوقية والأوقية ونصف بحكم تغير العادات الشرائية بفعل غلاء المعيشة الذي أقصى اللحوم عن لائحة الضروريات وذيّل لائحة الكماليات بها.
رغم حالة الركود التي تشهدها الأسواق وعزوف المواطنين عن شرائها، وهو ما قوبل بانتقادات من المواطنين والعاملين في قطاع اللحوم، مؤكدين أن اللحوم في اللاذقية تحكمها مجموعة من الألغاز، فأسعارها ونصيب الفرد منها وتعامل المواطنين معها كلها الغاز.
ولا بد من الإشارة أنه لا يوجد سوق للأغنام في اللاذقية، حيث يعتمد اللحامون في المحافظة على شراء الذبائح من محافظة حماة، ما يزيد التكاليف المترتبة على اللحامين فيما يتعلق بأجور النقل وارتفاعها، طبعا هذا عدا عن إمكانية نفوق أحد رؤوس الماشية أثناء عملية النقل التي تستغرق 3 ساعات.
منذ انتهاء الصيف، ولسان حال اللحامين هو القول: لا بيعة ولا شروة، باستثناء بعض الزبائن الذين يشترون مرتين أو ثلاث مرات في الشهر بكميات قليلة لا تتجاوز أوقيتين، وان نتيجة تراجع الطلب لم يعد باستطاعة صاحب محل واحد أن يشتري خروفا بمفرده، ولذلك أصبح كل اثنين أو ثلاثة من أصحاب المحال يشتركون بشراء خروف حتى لا يفسد لحمه، خاصة في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء.
حيث ان أسعار اللحوم لا تتناسب مع دخل أغلب الأسر، ولهذا توقفت الكثير من الأسر عن شرائها، رغم أن أي زيادة في الأسعار ستعني حرمان المزيد من الأسر من تناول اللحوم، وهو ما سيكون له أثر خطير على صحة الأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى تناول اللحوم لبناء أجسامهم.
وبعض المواطنين يقول: لقد توقفنا عن أكل اللحوم منذ فترة ونسينا طعمها، اللحمة الان أصبحت للناس الاغنياء فقط، ونحن كمواطنين نسيناها، وأن سوق اللحوم الحمراء يعاني من عجز يصل إلى 60% بين الإنتاج والاستهلاك، والنسبة المتبقية تعوض بتجارة التهريب، وأن ارتفاع حجم التضخم قد يترتب عليه زيادة في الأسعار، نتيجة زيادة تكلفة الإنتاج، خاصة أسعار الأعلاف، وبالتالي ارتفاع سعر الماشية في الأسواق، وطالما أن هناك ركودا في أسواق المحافظة، ولا يوجد طلب فبالتالي لن ترتفع الأسعار، حيث تتوقف الزيادة على العرض والطلب، أن مشكلة اللحوم ترجع إلى قلة الإنتاج وكثرة الاستهلاك، ومن الضروري معالجة عجز الإنتاج في سوق المواشي عن طريق التوعية لزيادة الإنتاج، وتوفير الأعلاف، وتقليل الاعتماد على الاستيراد أو التهريب، بالإضافة إلى زيادة الرقعة الزراعية الخاصة بالأعلاف، خاصة الذرة، ومن الضروري توعية الفلاحين والمربين بعدم ذبح إناث المواشي، حيث تعتمد زيادة الإنتاج عليها، وإن السوق مازال يعيش حالة من الاضطراب حتى الآن.
السيد نديم وهو قصاب قديم مدينة جبلة، قال: ان قلة رؤوس البقر والغنم في الأسواق يساهم في ارتفاع الأسعار، وفي ظل نقص المعروض في الأسواق أن ترتفع الأسعار إلى ما فوق مستوياتها الحالية إذا استمرت الشروط نفسها، إن فترة الصيف التي تنشط انتعاش حركية السفر والمطاعم وتنظيم الأعراس والحفلات، ثم الفترة التي تليها، كانت تعد من الفترات التي تشهد إقبالا كبيرا على استهلاك اللحوم، إلا أن الواقع عكس ذلك هذه السنة، إذ شهد القطاع كساداً كبيراً، في نهاية المطاف نحن في وضعية صار المهنيون يتريثون قبل مباشرة عملهم، إذ يعتبرون أن المردودية لم تعد مرضية، لقد سجلت أسعار اللحوم الحمراء استقراراً ملحوظاً في أسواق محافظة اللاذقية ومدنها، مع وجود ركود في حركة الشراء، وعدد من القصابين زملاء المهنة يؤكدون على وجود حالة من الركود في البيع فالذبيحة الواحدة تحتاج لخمسة أيام لبيعها، ما انعكس سلبا على اللحامين وأبعد البعض عن المهنة والبحث عن وسائل أخرى للعيش، وإن انتهاء الموسم السياحي عمل على زيادة العرض إضافة لانخفاض سعر الذبيحة الحي، وبدء العام الدراسي الذي يؤثر على القدرة الشرائية للكثير من للمواطنين.
السيدة كاميليا وهي مهندسة زراعية موظفة في مؤسسة التموين والتجارة الداخلية واللاذقية قالت لنا: تشهد محافظة اللاذقية حالة من الركود الواضح في سوق اللحوم الحمراء، وتبدو محال بيع اللحوم شبه خاوية، ما يعكس تغير العادات الشرائية لدى المستهلكين بسبب غلاء المعيشة، وأن تراجع الطلب دفع أصحاب المحال إلى شراء الخراف بشكل جماعي، إذ يشترك اثنان أو ثلاثة منهم في شراء خروف واحد لتجنب فساد اللحم، إضافة الى ارتفاع تكاليف نقل الذبائح من حماة إلى اللاذقية.