السوري/ الرقة ـ تعتبر صناعة الجبن المنزلي من أهم الصناعات التي يقوم بها مربو الماشية في ريف ناحية عين عيسى، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتأمين مخزون غذائي لأشهر الشتاء، الذي يقدم على وجبات الإفطار بشكل رئيسي على الموائد.
وتعد العملية اليدوية البسيطة في صناعة الجبن من أنجح العمليات وتتوارثها الأجيال من جيل لأخر.
وتبدأ العمليّة عادةً بحلبِ الأغنام ثم وضع مادة تُستخلص من بكتريا من أصل الحليب تدعى بـ ” دُورة الحليب” ليصبح فيما بعد جبن ويتم وحفظه بأواني خاصة.
وفي جولة لصحيفتنا في ريف عين عيسى كان لنا لقاء ربة المنزل مريم أحمد التي تحدثت قائلة: صناعة الأجبان وتخزينها من أهم الموارد التي يعتمد عليها مربو المواشي، في تأمين مؤنتهم الشتوية، وتوفير مردود مادي جيد من خلال بيع الكميات الفائضة عن احتياجاتهم.
وعن كيفية تحظير الجبن تحدثت قائلة: “تبدأ العملية بحلب الأغنام وخاصة في هذه الفترة حيث وفرة المراعي وجودتها تساعد على انتاج نوعية ذات جودة عالية من الأجبان، وبعد أن يتم تصفية الحليب من الشوائب وغليه على النار بشكل مناسب تتم إضافة
مادة خاصة تساهم في تحوله إلى مادة الجبن تدريجياً، ويتم استخدام قماشة من القطن” الشاش”، وتصفية الحليب الجامد جيداً بعنايّة ومعرفة، ليُصبح على شكل أقراص من الجبن،
كما ويتم الاستفادة من ماء الجبن في صناعة” القريشة”، بعد إعادة تفوير ماء الجبن، والتي تؤكل بشكل مباشر.
ثم بعد ذلك يتم تقطيع الأقراص بعد نزع الأقمشة منها، وتجفف جيداً بعد إضافة كمية مناسبة من ملح الطعام الذي يمنع تشكل البكتريا والجراثيم، تمهيداً لوضعها في أواني خاصة وإحكام إغلاقها، ويتم إضافة حبة البركة بالعادة الى قطع الجبن، وتحفظ بشكل مبرد الى الشتاء ليتم استهلاكها، حيث تحافظ على جودتها.
وأكدت مريم على أن هذه العملية ” التجبين” الهدف منها تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنزل، للتقليل من مصاريف المنزل، بالإضافة الى كون الجبن من الأكلات الدسمة التي تتكفل بتغذية الجسم بالكامل.
ومن مشتقات الحليب الأخرى التي يتم تخزينها الزبدة ومنه السمن العربي واللبن، وغيرها.
وتبلغ قيمة الكيلو غرام من الجبن في موسمه حوالي 3000 ليرة سورية، وسعر الكيلو غرام السمن العربي 9000ليرة سورية، فيما بلغ سعر لبن الغنم 700 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد.
تقرير/ صالح اسماعيل