لكل السوريين

طقس آذار القارس وآثاره المدمرة على الزراعة في طرطوس

طرطوس/ اـ ن 

أدت موجة البرد الحالية والثلوج والأمطار أدت إلى تراجع الكميات الواردة إلى اسواق البازارات في طرطوس وبانياس وصافيتا والدريكيش والشيخ بدر نتيجة صعوبة القطاف على المزارعين والعمال الزراعيين.

ولم يسبق أن يحصل انخفاض الكميات هذه الأيام، إنما هو مستمر منذ نحو الشهر تقريبا نتيجة استمرار البرد ونسبة الانخفاض وصلت لحدود 70 بالمئة، وأن البرد يخفض الإنتاج ويؤدي إلى تأخر نمو النبات، إذ إن هناك بعض الأنواع من الخضر توقف قطافها بشكل شبه كامل مثل الزهرة والشو ندر والبندورة والفاصولياء والباذنجان والفليفلة، وأنواع أخرى لعزوف نسبة من العمال عن القطاف خلال موجة البرد الحالية.

ووفق مصادر إعلامية خاصة بأسواق البازارات بطرطوس, فالكميات التي تدخل العام الحالي انخفضت بنسبة 300 بالمئة قياسا بالفترة نفسها من العام الماضي، وسبب الانخفاض هذا العام البرد الشديد والتكلفة المرتفعة للزراعة، لعزوف نسبة جيدة من المزارعين وخصوصا في الساحل , عن الزراعات المحمية نتيجة لارتفاع التكاليف من بذار واسمدة واغطية النايلون للبيوت البلاستيكية وتكلفة التدفئة وغيرها, مما أدى الى توجههم لزراعة المحاصيل الاستوائية من الموز والكيوي والمنغا وغيرها من المحاصيل الأخرى والتي تعود بعائد جيد عليهم على عكس الزراعات المحمية التي من المؤكد انها تسبب الخسارات الكبيرة للمزارعين عند زراعتها  نتيجة للارتفاع الباهظ للتكاليف.

ولذلك فأن أسعار المواد بالمجمل ارتفعت بنسبة 25 بالمئة خلال هذا الأسبوع الثاني من شهر اذار2022، مع التأكيد في الوقت نفسه، عل استبعاد اي انخفاض في الأسعار خلال شهر رمضان القادم لعدم وجود أي مؤشر خلال الفترة الحالية للانخفاض إلا في حال تحسن الطقس واستقراره وعودة الدفء وهو الأمر الذي سيساهم بعودة النمو للنبات بشكله الطبيعي ومن الممكن حينها أن تنخفض الأسعار.

وبالنسبة للبطاطا فقد تبين وجود كميات جيدة من الإنتاج المحلي لكنها كانت محتكرة ومخبأة لدى تجار ومزارعين لبيعها بسعر عال للمستهلك، ويأملون بيعها بسعر 3 آلاف ليرة للكيلو بحجة قلة الكميات في السوق لكن بعد السماح باستيراد البطاطا المصرية قام هؤلاء التجار والمزارعون بطرح كميات كبيرة من البطاطا المخزنة وأصبحوا يبيعونها بسعر 1300 ليرة بالجملة.

يذكر أن البطاطا المصرية تعتبر من النوعية الجيدة جدا والكميات المستوردة بدأت بالوصول إلى سورية منذ نحو أسبوع تقريبا، حيث أن الكميات التي تدخل السوق يوميا من البطاطا المصرية بحدود 200 طن.

ومن المحتمل أن يبدأ إنتاج الفول الأخضر خلال عشرين يوما على الأكثر، ويليه إنتاج البازلاء والباذنجان والتي تعتبر من المواسم الصيفية، حيث يعود سبب تأخر إنتاجها لسوء الأحوال الجوية.

ويشار إلى أنه نتيجة عدم توافر الكهرباء العام الحالي وقلة ساعات الوصل يؤدي إلى صعوبة المونة للفول والبازلاء واحتمال تلفها، وقد يلجأ المزارعون إلى القيام بتحويل الفول والبازلاء الأخضر إلى يابس من أجل بيعها بسعر مرتفع، حيث أن نسبة من مزارعي البازلاء والفول قاموا خلال العام الماضي بتحويل هذه المنتجات إلى يابسة نتيجة قلة المستهلكين الذين قاموا بالمونة.

ونشير الى ان تراكم الثلوج وتشكل الجليد، أدى الى انقطاع العديد من الطرقات بالمحافظة وريفها، ومنها: طريق العنازة مصييت والشيخ على المجدل وطريق العنازة الدردارة والفروخية التون الجرد الجديدة وخربة السنديانة والشندخة وبيت جاش والعنازة والعليقة وطريق محطة البث وقمة النبي صالح في منطقة صافيتا، وفي منطقة القدموس طريق القدموس مصياف وطريق الطواحين القدموس وجميع الطرق المؤدية إلى ناحية الطواحين غير سالكة بسبب تشكل الجليد.