لكل السوريين

أرامل وأيتام المهجرين من ريف حمص “منسيين”

“لا أعلم أين حقي؟ هل ذهب مع من كنت معهم أم بقي مع من أصبحت الآن معهم الان؟ فقدت زوجي وسندي، اخترت البقاء في الحولة بعد أن سافر أولادها.. طبعاً لم يذهب جميع أولادي، ذهب ثلاثة لدول أوربا، وفقدت أحدهم جراء القصف الذي طال مناطقنا، وبقي لدي واحداً منهم، يعرضون علي الذهاب لكنني أُريد أرضي، أُريد أن أدفن هنا”.

برغم من ذلك تشكو “أم حسن” سوء أوضاعها مع قريناتها ممن لديهن أيتام، خاصة أن الحولة خرجت في فترة من الفترات عن السيطرة الحكومية، وهُجر الكثير من أهلها إلى الشمال السوري بموجب مصالحات، لا تندم السيدة الخمسينية على عدم مغادرتها بلدتها، وتطالب بدعم الأيتام، تقول “أنا الله مفضّل على، بس في عالم ما تلاقي تاكل”.

وضاعت الكثير من حقوق الأيتام والعائلات التي اختارت البقاء في سوريا، ويعتبر هؤلاء ضمن القائمة السوداء، فبينما كانت هناك منظمات تتكفل بطعام وشراب الأمهات الأرامل والأطفال الأيتام فيما سبق، أصبحت الآن تلك العائلات في ظلام المحسوبيات، فما بين انتظار المساعدات الحكومية أو المنظمات الإنسانية يعانون الأمرين، بحسب السيدة “أم أحمد”.

حليمة أو أم أحمد، لديها أربعة أطفال، فقدت زوجها بينما كان يتنقل في إحدى القرى عند وقوع انفجار ضخم ناتج عن صاروخ ألقته الطائرات الحربية، لتبقى الأم والأطفال وحيدين دون عائل أو سند يؤمن لهم المال اللازم لشراء احتياجاتهم.

بعد وفاة الأب بأيام قامت الأم بتسجيل قيودها وأطفالها بأحد المنظمات الإنسانية التي كانت تساعد الأيتام في ذلك الحين، أيام اقتطاع مساعدة شهرية تساعدهم على الاستمرار في الحياة ومواجهة المصاعب، بينما فقدت “حليمة” تلك المساعدة عند “التهجير” بعد اختيارها البقاء في بلدها.

تقول حليمة: إني “اخترت البقاء في الحولة على رغم دخول الجيش السوري إليها؛ لأني لا أملك المال أولاً، والذي يساعدني على العيش والسكن بالإيجار في الشمال السوري، ثم أني لا أرغب بترك منزلي وأرضي، فهنا لدينا منزل صغير نستطيع النوم والعيش فيه.. أما في حال خروجنا إلى الشمال السوري، فكيف لي أن أعيش وأحصل طعامي، استطاع أولادي الخروج مع المهجرين ثم أكملوا مشوارهم، وهم يرسلون لي المال حالياً؟”.

تضيف حليمة أنه بعد عملية التهجير أوقفت المنظمات دعمها عن المنطقة، ولم يعد باستطاعة الكثير من النساء، تحصيل أي دخل مادي يساعدهن على العيش.

مردفة: “مؤسسات الدولة لا يقبلون أن يرعونا أو يساعدونا، وخاصة في منطقتنا هناك الكثير من النساء والأيتام، وأنا لا امتلك الجرأة الكافية للذهاب والطلب منهم لأنهم سيسألونني عن زوجي وأين كان عند وفاته، وهذا ما أخاف أن يعود عليّ وعلى أطفالي بالسوء؛ لهذا أنا الآن في حيرة من أمري، ماذا أفعل لكي استطيع إزالة بقعة الظلام من أمامي، وأمام غيري”.