تقرير/ جمانة الخالد
لا تزال الصحافيات يواجهن تحديات ومعوقات اجتماعية تحول دون ممارسة عملهن الإعلامي بسلاسة، بدءاً من التمييز على أساس الجنس، وليس نهاية برفض شرائح من المجتمع المحلي عمل المرأة في هذا المجال، بعد نحو عقد ونصف على اندلاع الحرب في سوريا.
وعلى الرغم من استفادة السوريات من هامش الحرية في الحياة الاجتماعية وتنوع فرص العمل في وسائل لجهة الإعلام المفتوح غير الموجه، فإن المحاذير والعقبات الاجتماعية لا تزال تجعل من الصعب على الصحافيات السوريات العمل في التغطية الإعلامية دون قيود.
وتكافح الصحافيات السوريات في مناطق وسط سوريا ودمشق ومدن أخرى لإثبات أنفسهن، في ظل شبه احتكار ذكوري لـ”مهنة المتاعب”، في وقتٍ اشتكت فيه صحافيات من تعرّضهن للوم شرائح من المجتمع على اختيارهن هذه المهنة “التي لا تناسب النساء”، وفق منتقدين.
ترى صحافية من مدينة حماة ترفض الإفصاح عن هويتها أنها وزميلاتها “فاقدات لحقّنا في سهولة الوصول إلى المعلومة”، لافتة إلى أن العاملات في الإعلام المستقل يواجهن إجراءات روتينية صعبة للوصول إلى المعلومة والخبر.
إذ إن المجتمع المحلي لا ينظر إلى الصحافية والعاملة في الحقل الإعلامي كصاحبة رسالة، بقدر ما يهتم بمظهرها العام وطريقة لباسها وخروجها في الشارع، معتبرةً أن الصحافيات لا يمتلكن مساحة كافية من الحرية.
وبحسب الإعلامية السورية، فإنه يُحظر على الصحافيات والإعلاميات المستقلات تغطية الحوادث الميدانية المتعلقة بالمعارك والقصف والعمليات الحربية، بالإضافة إلى منع تصوير تدريبات المؤسسات والتشكيلات العسكرية والأمنية أو الاقتراب منها.
وتروي الصحافية لارا كيف استفادت من دورات عدة في تحرير الأخبار وقراءتها وطريقة التعامل مع الميكروفون، لتعمل في إذاعة الأخبار المحلية العاجلة، قبل أن تواجه بالنقد والرفض من بعض الفئات الرافضة لعمل المرأة في الراديو.
وحول الصعوبات التي واجهتها، تشير الصحافية السورية إلى أنها مُنعت من تصوير إحدى التغطيات الميدانية وهُدّدَت بمصادرة كاميراتها، لكونها لم تكن تمتلك في ذلك الوقت بطاقة صحافية أو إذنا للتصوير.
وتشير إلى أن شريحة من المجتمع تفتقر إلى فهم دور الإعلام المحلي في تغطية أحداث الشارع والأخبار وأهمية نقل الواقع السوري إلى العالم، لافتةً إلى أن بعضهم يطلب المال من أجل الظهور في التقارير الصحافية والتغطيات الإعلامية.
وتطالب بأن تعامل الصحافيات السوريات أسوة بزميلاتهن الأجانب اللواتي دخلن المنطقة خلال السنوات السابقة، وقمن بتغطية الجبهات والعمليات العسكرية فيها.
وترى أن الصحافية السورية قادرة على الوصول إلى مشكلات المواطنات اللواتي ليس بإمكانهن التعبير عن أنفسهن والحديث عن هواجسهن إلا لنساء مثلهن من الإعلاميات، الأمر الذي يساعد على تسليط الضوء على معاناة المرأة السورية خلال الحرب.