حاوره/ أحمد الحمود
أكد ياسر السليمان نائب الرئاسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، أنه مُنذ نشأة وتشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا ونحن نعيش ظروفاً طارئة، نظراً لاستمرار هجمات الدولة التركية التي تستهدف السكان في منازلهم والبنية التحتية مثل سد تشرين، وذلك لتدمير مصادر الطاقة.
منذ اليوم الأول لإعلان سقوط النظام السوري، وجه مسؤولون في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا الدعوات لضرورة إشراك جميع المكونات والأطراف السياسية السورية في الحوار الوطني وصياغة دستور جديد للبلاد يلبي طموحات السوريين جميعاً في دولة تعددية ديمقراطية لا مركزية وبهذا الصدد التقت صحيفة السوري بنائب الرئاسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطية ودار الحوار التالي:
ماذا تريد تركيا وماهي خططها في سوريا السابقة واللاحقة؟
أشار السليمان إلى أنَّ تركيا تحاول فرض هيمنتها السياسية والاقتصادية والثقافية على المنطقة وذلك لاستعادة سطوتها في ضل صمت دولي مطبق عن جميع الانتهاكات التي تُمارَس على شعوب شمال وشرق سوريا.
وأضاف السليمان أنَّ استمرار الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا يعكس السياسة التوسعية لأنقرة، إذ تحاول فرض هيمنتها على المنطقة ليس في سوريا فقط إنما في العراق وأرمينيا وليبيا أيضاً، في محاولة لإحياء السلطنة العثمانية عبر امتدادها وتمرير أجندتها.
وتابع أنَّ كل ما نعيشه من حالة عدم الاستقرار في المنقطة سببها النظام السوري السابق الذي رهن نفسه لإيران وروسيا وعجز عن حماية سوريا وأهان مكونات شعبها العريق، كما أنَّه استهدف هذه المكونات وهجَّرها وشرَّدها، مما أتاح للدولة الجارة بالتدخلات السافرة المباشرة وغير المباشرة.
أعلن الرئيس التركي عدة مرات رغبتها بلقاء الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ما هو هدف تلك اللقاءات قُبيل سقوط النظام؟
وأردف أنَّ الثورة السورية انتصرت ولكنها لم تنتهي، ففي الآونة الأخيرة كان ثمة محاولات لإحياء نظام البعث من جديد وإعادته إلى جامعة الدول العربية وكان هناك محاولات من قِبل الدولة التركية ومتزعمها أردوغان لإعادة تدوير الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، على حساب الشعب السوري وكرامته، لكن القول الفصل كان للثوار السوريين فبعد انتصارهم فرَّ الأسد هارباً إلى موسكو.
وشدد السليمان على أنَّ الشعب السوري بحاجة لتحقيق العدالة في فترة الحكم الانتقالية، يتم فيها تسوية الأوضاع ومحاسبة المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين الأبرياء، ومحاسبة الذين استولوا قسراً على أملاك السوريين، يمكننا التمهيد لمرحلة البناء بضمانات إقليمية ودولية.
ماذا تريد الإدارة الذاتية من دعواتها للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني؟
وقال ياسر السليمان إنَّ مجلس الشعوب الديمقراطي يحث الإدارة السورية الجديدة على عقد مؤتمر حواري وطني شامل، يجمع كل الأطياف بمختلف المشارب الوطنية ومن كل المذاهب والملل والقوميات؛ للاتفاق على كتابة دستور سوري يحدد الحقوق والواجبات لكل الأفراد والمجتمعات والمكونات، وهذا ما يشير إليه ميثاق العقد الاجتماعي لإقليم شمال وشرق سوريا، حيث نصت المادة 133 على أنَّ العقد برمته قابل للتغيير في حال توافق السوريين على كتابة دستور مستقبلي لسوريا وهذه رؤية الإدارة الذاتية مُنذ أكثر من عام.
وعن التمثيل السياسي في سوريا الغد، قال السليمان: نحن نركز على تمثيل الإدارات التي نشأت في ضل غياب سلطة النظام السوري الذي تخلى عن الشعب وتركه في فوضى عارمة، حيث قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بتنظيم المجتمع خدمياً وسياسياً وعسكرياً، إذ يُعتبر تمثيل المؤسسات والأحزاب السياسية في سوريا الجديدة أهم من تمثيل الأفراد.
ماذا يمثل إقليم شمال وشرق سوريا بالنسبة للمناطق السورية الأخرى؟
ختاماً وجه نائب الرئاسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، رسالة للشعب السوري قائلاً: نحن في إقليم شمال وشرق سوريا جزء لا يتجزأ من النسيج السوري الوطني، ونحن منفتحون على أي تسوية سلمية تضمن وحدة الأرضي السورية وسلامة مكوناتها، وإننا لا نريد لسوريا أن تتقسم أو تتجزأ.
وأردف: نحن حاربنا الانفصال ولا زلنا نحاربه، كما تتصدى قواتنا لهجمات الدولة التركية والفصائل الموالية لها والتي تقصف المدنيين المعتصمين في سد تشرين هذا المرفق الحيوي المهدد بالانهيار، مما يُنذر بكارثة بشرية.