لكل السوريين

التسول ظاهرة سلبية تفتك بالمجتمع.. ما الأسباب والحلول؟!

تقرير/ صالح اسماعيل

تعد ظاهرة التسول من إحدى الظواهر السلبية في مجتمعاتنا، حيث تفاقمت خلال السنوات الماضية، وأصبحت تشكل خطراً حقيقياً على المجتمع، فيما أصبح المتسول يعتبرها مهنة لجني المال عوضاً عن العمل، ويدفع بعضهم أبناءهم لامتهانها عوضاً عن الدراسة، وإكمال تعليمهم، أو ممارسة مهنة، أو عمل يعتمدون فيه على ذواتهم.

وقد تكون هذه الظاهرة عادة متوارثة عند “المتسولين” تنتقل من جيل إلى آخر يُعتبرون من ضمن فئة أطفال الشوارع وسنذكر بعض من الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة.

عوامل تدفع الى التسول…؟!

وعلى هذا الأساس تُسند هذه الظاهرة الى عدة أسباب أبرزها المعيشي والاقتصادي، وخاصة مع ترديه في ظل الحروب وتبعاتها الى جانب عدم قدرة الوالدين أو الأسرة على تأمين احتياجاتهم الأسرية، مما يدفع بعض الأهل إلى ترك أبناءهم يتسولون لسد احتياجاتهم بأنفسهم

الى جانب هذه الأوضاع هنالك أسباب نفسية حيث أن شعور الفرد بالحرمان، وحاجته للمال ورغبته في الحصول عليه دون كد أو مجهود يلجئ البعض من الناس التسول لما تذر عليهم من أموال لتعاطف الناس معهم، وكذلك شعور الفرد باليأس، والإحباط، والفشل، والعزلة، والإهانة.

الأسرة قد تدفعهم “للتسول”…!

فيما تؤدي الأسباب التربوية كعدم رقابة الآباء للأبناء، وسوء التربية إلى تفشي هذه الظاهرة، بالإضافة إلى انتشار الأمية بين المتسولين، وحرمان الأفراد من التعليم أو هروبهم، وتسربهم من المدارس، وهي واحدة من إحدى الأسباب الهامة لحدوث ظاهرة التسول ومن أهمها التفكك الأسري وحالات الطلاق التي تؤدي إلى فقدان رب الأسرة الذي يرعاهم ويعليهم وتشرد الأطفال مما يدفعهم إلى التسول.

ولذلك هنالك جزء من المسؤولية ملقية على المجتمع بطريقة أو بأخرى، فإذا فقد المتسولين الوازع الديني والفكري التوعوي الذي يجنبهم التسول وانحرافاته كتعاطي المخدرات وغيرها، والإدمان عليها وغياب التكافل بين أبناء المجتمع، وضعف التعامل مع هذه الحالات من خلال الأجهزة المختصة والمعنية.

التوعية وتحقيق العدالة المجتمعية

ومن خلال استعرض الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة السلبية يجب إيجاد حلول من شأنها القضاء على هذه الظاهرة، وتشجيع اندماج “المتسولين” بالمجتمع حيث بدأت تتوسع في مجتمعاتنا رويداً رويداً، فيجب علينا تشجيع الأفراد على العمل، والكسب عوضاً عن التفكير بالتسول، وتحسين الأوضاع الاقتصادية للأفراد، والتكفل بالأيتام، ورعايتهم، وهنا يأتي دور الأقارب في رعاية اقربائهم اليتامى، وزيارتهم، وتأمين احتياجاتهم بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية

كما يجب التنويه الى أهمية افتتاح مكاتب لمكافحة ظاهرة التسول، وسن القوانين التي تعاقب من يمتهوننها، والتوعية بمخاطرها، وأثرها السلبي في المجتمع، والأفراد عبر الندوات، والمحاضرات، والبرامج، وتوعية الوالدين في الأسرة على عدم تشجيع أطفالهم التسول، وضبط الميزان الاقتصادي توزيع الورث على اليتامى من الأقارب وعدم تركهم فلا ينحصر الميراث عند الأقارب وترك الأيتام هكذا من دون تبني فيكونون عرضة للاستغلال، والانجرار الى هذه الظاهرة، وغيرها من الظواهر السلبية الأخرى التي تفتك بالمجتمعات.