لكل السوريين

“البيليت” بدائل للتدفئة الشتوية في سوريا

دمشق/ مرجانة إسماعيل

مع دخول فصل الشتاء، يواجه السوريون، وخصوصا في دمشق، أزمة متجددة في تأمين وسائل التدفئة. حيث عجز النظام السابق عن توفير الكهرباء والمحروقات إلى جانب ارتفاع الأسعار واحتكار التجار، يزيد من معاناة السكان ويدفعهم للبحث عن بدائل تقيهم برد الشتاء.

وتتزايد ساعات التقنين الكهربائي في الشتاء وهكذا يصعب على المواطن الاعتماد على المدافئ أو “الحصر” أو حتى “السخانات” الكهربائية، فيبدأ بالبحث عن أي وسيلة للتدفئة.

وقالت موظفة إن “الراتب ضعيف والتكلفة العالية للمدافئ ومحروقاتها خارجة عن قدرتي المادية”، لم تعتمد على مدفأة المازوت أو الحطب بل لجأت لبديل آخر وهو “البيليت”.

وتعمل مدفأة “البيليت” على مواد من مخلفات الزيتون بعد العصر، ويعد سعر المدفأة (مليونين و200 ألف ليرة) مرتفع نسبيا كراتب موظف، ولكن موادها متوفرة وكلفتها قليلة (الكيلوغرام الواحد بـ 7500 ليرة سورية) ويبقى الكيلو مشتعلًا لما يقارب الساعة ونصف.

لهذا النوع من المدافئ خطورة أكثر من الأنواع المألوفة، لأن موادها سريعة الاشتعال.

خلال ساعات النهار تكون نادية في وظيفتها وطفلاها في المدارس، لذلك تعتبر أنها الحل الأمثل الذي يتناسب مع راتبها ووضعها المعيشي فهي لا تقوم بتشغيلها إلا عند وجودها خوفا من مخاطرها.

ويعاني المقيمون في مناطق الداخل من ندرة الحصول على المحروقات وارتفاعًا حادًا في أسعارها، إضافة إلى صعوبة في توفر المادة بأسعارها الرسمية، هذا إلى جانب تدني الأجور وتدهور قيمة العملة المحلية.

وأوضح موظف في دمشق، أنه لم يتمكن هذا العام من تركيب مدفأة لعائلته بسبب ظروفه، والأسعار مستمرة الارتفاع.

كما أوضح أن اعتماده سيكون على المدفأة الكهربائية لساعتين في اليوم خلال توفر الكهرباء، مع الاعتماد على البطانيات في ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف أن مخصصاته من المازوت التي يحصل عليها قليلة، لكنه سوف يستخدمها في الأيام الشديدة البرودة “المربعانية” ولديه مدفأة مازت قديمة، هذا في حال لم تتأخر المخصصات.

فيما يقول تاجر حطب في دمشق، ذكر الفرق بين أنواع الحطب وأسعارها لهذا الشتاء، وقال إن الأسعار توضع حسب كل صنف ومدة تنشيفه وجفافه.

وأوضح أن سعر الطن الواحد من الصنوبر والسنديان اليابس يبلغ خمسة ملايين و500 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعر طن الحطب من الليمون والزيتون أربعة ملايين و300 ألف ليرة، أما الناشف من حطب اللوز فيبلغ أربعة ملايين و800 ألف ليرة.

وبحسب التاجر، يوجد قشر من الحطب يسمى “تشعيلة” توضع كمية قليلة منه مع قطعة كرتون، فيشتعل الحطب من دون حاجة للمازوت، ويختلف اختيار الناس للصنف حسب الوضع المعيشي لهم.

وحول الفروق بين أنواع الحطب، أوضح التاجر أن دخان الحطب ولهيب النار يختلف وفق النوع، كما يعتبر حطب الليمون والزيتون من أنسب الخيارات باعتباره خفيف الأدخنة، ويحافظ على فترة اشتعال طويلة.