لكل السوريين

نزحت من حلب واستقرت في الرقة.. امرأة تتخذ منزلا لها تحت أنقاض منزل مدمر!

الرقة/ مطيعة الحبيب 

تصر ماجدة الحسين، نازحة من ناحية مسكنة، بريف حلب الشرقي على مواجهة أعباء الحياة والظروف القاهرة، فبالرغم من النزوح ومرارته وارتفاع أسعار الإيجارات وقلة المنازل إلا أنها وجدت سبيلا تخفف به من تكاليف لا طاقة لها بها.

ماجدة البالغة من العمر 35 عاما، نزحت من ناحية مسكنة شرقي حلب في العام 2017، وقصدت مدينة الرقة التي تحررت على يد قوات سوريا الديمقراطية في العام ذاته.

وتقطن الحسين وعائلتها المكونة من ستة أطفال وزوجها وأختها المريضة بمرض نفسي من جراء النزوح المتكرر، في قبو منزل مدمر في أحد أحياء مدينة الرقة.

والتقت صحيفتنا بماجدة في المنزل التي اتخذته تحت أنقاض ركام منزل مدمر، وقالت ماجدة “منذ أن لجأنا إلى الرقة ونحن نسكن في هذا المنزل الواقع في حي الفردوس وسط المدينة”.

وتضيف “منزلنا عبارة عن بناء مدمر، ولا يوجد في البناء سوى غرفتين في قبو مليء بالركام والنفايات، ونقطن جميعنا في هذا المنزل”.

وتشير بقولها “لجأنا إلى السكن في قبو هذا الركام تحت الأنقاض، لعدم قدرنا على استئجار منزل، بعد أن أصبح أدنى أجر بقرابة 100 ألف ليرة سورية، ونحن لا نقوى على استئجار منزل، وهذا المنزل لا يقينا حر الصيف ولا برد الشتاء”.

وبسبب غلاء أجور المنازل في الرقة التي تشهد كثافة سكانية لكونها المقصد الأول في سوريا للنازحين بسبب الأمان الذي تنعم به، اضطرت ماجدة لاتخاذ هذا المنزل، بمساعدة أحد سكان الحي، بحسب ماجدة.

وتابعت الحسين “زوجي عامل بسيط، يعمل مياومة، ولا يكاد يؤمن لنا لقمة العيش اليومي، وأطفالنا صغار لا يقوون على ممارسة أي عمل، وأختي مريضة بمرض نفسي بسبب كثرة النزوح وآلام الحرب”.

قامت ماجدة بإزالة الركام من بعض الغرف الموجودة في القبو، وبنت بعض الجدران المهدمة كي لا تقع على صغارها، وتمنع ماجدة أطفالها من الخروج لسطح المنزل خشية عليهم من سقوط الركام عليهم.

وتعد مدينة الرقة من أكثر المدن السورية اكتظاظا بالنازحين، ويعود ذلك لعدة أسباب، أبرزها الوضع الأمني الذي تشهده المدينة من جانب، وانتشار المنظمات الإنسانية فيها.

وتشهد مناطق شمال شرقي سوريا بشكل عام اكتظاظا بعشرات الآلاف من النازحين من المناطق السورية الأخرى، وغالبية النازحين من مناطق الحكومة السورية، بالإضافة إلى النازحين من المنطقة التي احتلتها تركيا في العام قبل الماضي، وهي المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين.