لكل السوريين

الإدارة الذاتية ترفع حالة الطوارئ وتطلق مشروع استجرار المياه لإنقاذ المنطقة المنكوبة

إعداد/ مجد محمد

منذ احتلال مدينة رأس العين شمال الحسكة حتى يومنا هذا, تواصل دولة الاحتلال التركي استخدام السلاح المائي ضد السوريين في شمال شرق البلاد، حيث يعمد جيش الاحتلال ومرتزقته, إلى قطع مياه الشرب من مضخة علوك بغية الضغط على المواطنين، وبعد المعاناة التي عانى منها أهالي مدينة الحسكة ولا زالوا يعانون منها، أطلقت الإدارة الذاتية مؤخراً في الثالث من آب الجاري، مشروع استجرار المياه من ريف عامودا الجنوبي لمدينة الحسكة.

وعن هذا الموضوع وبهذا الخصوص، أجرت صحيفتنا لقاءاً مطولاً مع المهندس إبراهيم العرفان، وهو أحد المشرفين على المشروع الجديد، ودار الحوار التالي:

*استاذ ابراهيم مرحباً بك بداية، من البحيرة الغربية، لسد الباسل، لمحطة علوك، لمشروع آبار الحمة، وصولاً لاستجرار مياه الفرات ومؤخراً مشروع استجرار المياه من ريف عامودا، هل تأمين المياه لمدينة الحسكة بات معضلة لا حل لها؟

اهلا بك، كما ذكرت في سؤالك تأمين المياه لمدينة الحسكة بات مشكلة سياسية أكثر من أنها مشكلة موارد طبيعية، فمدينة الحسكة قبل الأزمة السورية كانت تتغذى بالمياه من البحيرات المجاورة لها، ومع التنبؤ بانخفاض منسوبها تم تجهيز محطة علوك الواقعة غربي مدينة رأس العين لتكون بديلاً لها، وبالفعل تم ذلك وتم الانتهاء من تجهيزها عام ٢٠١١ ودخلت للخدمة عام ٢٠١٣، ولكن مع احتلال تركيا لمدينة رأس العين خرجت محطة علوك التي تغذي مدينة الحسكة وريفها بالمياه عن السيطرة، وعاش أهالي مدينة الحسكة بفترة عطش وحرب مائية حتى يومنا هذا.

وعن مشروع آبار الحمة فهذا قامت به الإدارة الذاتية في عام ٢٠٢٠ لكنة تكلل بالفشل بسبب افتقار أرض المدينة للآبار الجوفية، وبعدها أيضاً قامت الإدارة بمشروع استجرار مياه الفرات للحسكة الذي من البداية تم الإعلان أنه ليس بديل لمحطة علوك لأن وارد المياه فيه قليل لا يسد حاجة المدينة، وتقدر بين ١٥ و٢٠متر مكعب في اليوم، واستفاد منه فقط عشرون بالمئة من أهالي المدينة، ناهيك عن بدء جفاف الفرات إطلاقاً، وعند انتهاء المشروع تم العمل به لمدة شهر أو أكثر تقريباً، ولكن تم إيقافه أيضاً بسبب دنو وانخفاض منسوب نهر الفرات، والآن بعد عدة دراسات قمنا بالإعلان عن مشروع استجرار مياه الشرب من منطقة جنوب عامودا إلى مدينة الحسكة.

*عن المشروع المذكور، هل هو مشروع حيوي ومهم ام إنه مثل المشاريع التي سبقته؟ وفي أي مكان سيتم حفر الآبار بالضبط؟

هو المشروع الأول من نوعه ويعتبر من المشاريع المهمة والريادية في قطاع المياه وذلك لما له من أبعاد إنسانية واقتصادية واجتماعية, ويهدف المشروع إلى تأمين مياه الشرب لأكثر من مليون نسمة في مدينة الحسكة, بالإضافة إلى القرى الموجودة على طول خط الاستجرار, حيث أنه بعد احتلال تركيا لمدينة رأس العين عام ٢٠١٩ وقبلها عفرين وتل أبيض وتهجيرها لألاف الاشخاص، فإنها تقوم بقطع المياه الذي يعتبر الشريان الرئيسي للحياة من خلال استخدامها لمحطة علوك كسلاح ضد المدنيين في مدينتي الحسكة وتل تمر، والمشروع  من منطقة جنوب مدينة عامودا خط قرية سنجق سعدون وقرية كندور وسيتم حفر الآبار بها.

*مشروع آبار الحمة تم العمل به لمدة سنة تقريباً وبتكاليف باهظة وتم الإعلان عن توقفه بسبب الافتقار للمياه الجوفية في المنطقة، هل تم التأكد من هذا المشروع الجديد قبل الإعلان عنه والبدء به؟

نعم بالتأكيد، بعد العديد من الدراسات والتجارب من قبل مراكز الدراسات والأبحاث في مؤسسات و مديريات المياه في الإدارة الذاتية، اثبتت التحريات والنتائج عن توفر مياه الشرب بجودة عالية، وحوض جوفي متجدد ومستدام في منطقة جنوب عامودا، وبعد استكمال الدراسات اللازمة والتدقيق والمصادقة عليها من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والمؤسسات المعنية تم الإعلان عن المشروع والبدء به.

*عن البدء في المشروع، ما هي الكلفة التقديرية؟ وما هي مراحل العمل؟ والمدة المتوقعة لإنجازه ؟

إن الكلفة التقديرية لكامل المشروع بحدود ١٨ مليون دولار أمريكي، والمشروع سيتم عبر أربعة مراحل، وحالياً تم البدء بالمرحلة الاولى، والمدة المتوقعة لإنجازه تتراوح ما بين ٦_٩ اشهر في حال عدم حدوث اي معوقات أو ظروف قاهرة

*ذكرت لي إن المشروع سيتم عبر أربعة مراحل، ما هي تلك المراحل؟

المرحلة الأولى هي مشروع حفر عشرين بئر بعمق ٥٠٠ متر وغزارة ضخ ١٥٠ متر مكعب في الساعة كحد أقصى، والمرحلة الثانية هي مشروع إنشاء محطة ضخ تتضمن ٦ مضخات أفقية بغزارة ٧٥٠ متر مكعب في الساعة, و رفع ٨٠ متر وحوض التجميع بسعة ٥٠٠٠ متر مكعب، والمرحلة الثالثة هي مشروع التغذية والطاقة الكهربائية من مدينة عامودا من خلال شبكة متوسطة وباستطاعة ٢ ميغا، والمرحلة الرابعة هي مشروع خط جر المياه بطول ٦٢ كم وقطر ٨٠٠ مم من قساطل GRP.

*بالتأكيد نتمنى التوفيق لكم في العمل, وإنجاز المشروع في أقرب وقت، لكن مؤخراً في شهر شباط المنصرم تم رفض هذا المشروع من قبل قرية سنجق سعدون وما حولها، القرية التي أعلنتم استجرار المياه منها، ماذا بذلك؟

نعم بذلك الوقت تم الحديث عن هذا المشروع دون إقراره، ولكن أصحاب القرى التي تم الإعلان عن استجرار المياه منها قدموا شكوى عبر كوميناتهم إلى المجلس التشريعي في إقليم الجزيرة، جاء فيها أن قراهم تعتبر ملكية خاصة وهي محمية بموجب الميثاق الاجتماعي, وأن منطقتهم تعاني من شح المياه وأنهم يقومون بتعميق آبارهم للحصول على الغزارة المناسبة، لكن بالتأكيد تم الحديث معهم وإعطائهم بعدها الدراسات العلمية لأراضيهم، والتأكد من وفرة المياه الجوفية في المنطقة والمشروع الآن تم بموافقتهم وبمساعدتهم أيضاً لأجل إنقاذ اخوتهم في مدينة الحسكة والحد من معاناتهم.

* المشروع قيد التداول من قبل الأهالي منذ مطلع العام الجاري، لماذا لم يتم الإعلان عنه إلا الآن؟

نعم المشروع كانت تتم دراسته للتأكد من نتيجته وهل سيكون ناجحاً ام لا، وحين الانتهاء من دراسته والتأكد من نجاحه تم الإعلان عنه، الدراسة التي أعدت من قبل خبراء ومهندسين وجيولوجيين ذوي خبرة في مؤسسات الإدارة الذاتية وخارجها، وتم التأكد من أن تنفيذ المشروع لا يؤثر على الحوض المائي وعلى آبار الأهالي والزراعة المروية، فالمدة المستغرقة كلها كانت تجري فيها دراسات وأبحاث وخبرات للتأكد من قدرة نجاح المشروع وعدم إلحاقه الضرر بالمنطقة.

*ختاماً، كلمة أخيرة منك، المجال مفتوح لك..

ختاماً, أحب التنويه إلى أن هذا المشروع يأتي في صلب استراتيجية الإدارة الذاتية, في دعم مشاريع المياه وضمن حالة الطوارئ, وإعلان مدينة الحسكة وتل تمر وقراهما, ومخيمي واشوكاني و سرى كانيه, مناطق منكوبة، وأيضا اتقدم بجزيل الشكر لأهالي منطقة ريف عامودا لتعاونهم من أجل بدء المشروع, وأيضاً لبلدية سنجق سعدون واللجنة العلمية والخبراء الذين بذلوا جهود كبيرة لإعداد الدراسة والتدقيق, ونأمل التوفيق والنجاح للإدارة وجهاز الإشراف, والشركات, والمقاولين وكافة العاملين في المشروع.