لكل السوريين

بسماقة قرية جميلة من ريف طرطوس وهي بلدة السماق

طرطوس/ ا ـ ن

بسماقة قرية جمعت بين جمال الطبيعة بما تحويه من أشجار وأحراش، وبين التطور العمراني، في كل مكان فيها تنتشر شجيرات السماق مضافة اليها الإطلالة الساحرة للقرية على البحر والجبل وعلى مدينة طرطوس بأكملها وما حولها من الغابات وتتميز قرية بسماقة بإطلالتها على منطقة ساحلية طويلة تشكل مدينة طرطوس وما حولها، كذلك على مساحات خضراء ممتدة في جهاتها الأربع، عدا أن وسطها لايزال غنيا بالتنوع النباتي مما يزرعه الناس حول بيوتهم.

تقع قرية بسماقة الجميلة على بعد 7 كيلو متر من مدينة طرطوس شرقا وهي على هضبة ترتفع 200 متر من سطح البحر وتبرز اهمية القرية بانها تقع على طريق عام الدريكيش أي انها تتوسط قرى بملكة ودوير الشيخ سعد والشيخ سعد، وتشرف قرية بسمّاقة على مدينة طرطوس وعلى ما يحيط بها من قرى مجاورة.

وسط هذا الجمال الطبيعي الموجود في القرية بدأت حركة عمرانية واسعة، من خلال المخطط التنظيمي الذي أصدرته بلدية دوير الشيخ سعد للقرية، حيث بدأ الأهالي ببناء المحاضر السكنية الحديثة التي شكلت بدورها مظهرا عمرانيا جميلاً ومنظما.

يحيط بالقرية من جهاتها الأربع عدة قرى ومزارع هي:

دوير الشيخ سعد غربا

ومن الجنوب بيت السلطان، اسقبولي، والقطلب

ومن الشرق بملّكة، البكرية، والطابا.

ومن الشمال مساحات طبيعية شاسعة ومزارع.

يصل عدد سكان قرية بسماقة إلى 2500 نسمة، تعود أصول معظمهم إلى قرية زاما في ريف مدينة جبلة.

يصل عمر قرية بسماقة إلى 450 سنة، بالتزامن مع احتلال الأتراك العثمانيين لسورية عام 1516، حيث قام هؤلاء منذ دخولهم بعمليات قتل وتهجير منظمة في الشريط الساحلي السوري، سببت هجرة الاجداد من عدة عائلات من قرية زاما في ريف جبلة إلى منطقة بسماقة في طرطوس والتي كانت وقتها أحراشا وغابات نادرة السكان.

جاء اسم القرية من شجيرات السماق التي كانت تغطي المنطقة والتي استخدمت في فترات سابقة بدل الليمون الحامض في الطعام، فصار اسم القرية بيت السماق، ولاتزال شجيرات السمّاق موجودة وبكثرة.

وهناك معنى آخر لاسم بسماقة، حيث أن كثير من القرى الساحلية يعود اسمها إلى أصل سرياني، وحرف الباء في بداية أسماء كثير من القرى هو في الأصل كلمة بيت فتقول بيت سماقة، ومع مرور الزمن والاختصار صار البيت باء مشددة فنقول: بسماقة، بملكة، بحوزي.

شاع الاغتراب في قرية بسماقة منذ فترة طويلة أسوة بمن حولها من قرى درجت على السفر إلى أمريكا اللاتينية ،فمنذ أربعينيات القرن الماضي سافر العديد من شباب القرية إلى بلاد الاغتراب للعمل بسبب سوء الأحوال المعيشية وقتها، واتجهوا إلى دول فنزويلا، بنما، البرازيل، وفي فنزويلا أصبح لأبناء القرية تجمعات خاصة، ومقبرة لموتاهم، ولكن مع تطور الوضع الاقتصادي في البلاد في السنوات الأخيرة عاد عدد منهم، وأنشأ بعضهم مشاريع كبيرة مثل معاصر الزيتون، ومحطات الوقود، ومزارع تربية الطيور والمواشي عدا المشاريع التجارية وتعهدات البناء، لكن يبقى عدد الموجودين في الخارج كبير جدا.

كانت القرية قديما عبارة عن عدة حارات صغيرة: بيت زغبي، بيت أسعد…..بمعنى أن كل عائلة كبيرة شكلت حارة من مجموعة بيوت، وبسبب صغر مساحة أراضي القرية فقد كان الاعتماد على الزراعة محدودا، حيث كانت معظم الزراعات أشجار زيتون والقليل من الحمضيات، عدا حاجات البيت الأساسية من البقوليات والقمح والشعير للدواب، بالإضافة لتربية المواشي في كل منزل، وقد تغير هذا الوضع من عدة عقود مضت حيث لجأ الناس إلى مهن أخرى وإلى السفر خارج البلاد .

إن قرب قرية بسماقة من القرى المجاورة لها جعل العلاقات الاجتماعية مع هذه القرى واسعة منذ زمن طويل، فهناك نسبة 25% من سكان القرية تناسبوا مع أهالي القرى المجاورة وخاصة قريتي : دوير الشيخ سعد، وبيت السلطان.

وكان يعمل سكان القرية بالزراعة وكثير منهم في بلاد الاغتراب وبيوتها من الطين لا تتجاوز العشرين بيتا وفيها مدرسة ابتدائية منذ الخمسينيات وكانت ازقتها ضيقة غير معبدة حيث كان اهلها يرتوون من مياه الينابيع يعيشون على ضوء الفانوس وفي العصر الحديث ازدادت نسبة التعليم والشهادات العلمية بنسبة 75% وقد زودت القرية بمدرستين للحلقة الاولى والثانية وقد تم تجهيز القرية بمقسم هاتفي حديث يخدم القرى المجاورة بالإضافة الى شبكة كهرباء ومياه عذبة وصرف صحي وشقت فيها الشوارع داخل القرية وعلى اطرافها ومنها الزراعية ايضا وقد ازداد عدد المحلات التجارية والصناعية بشكل ملحوظ وقد توسعت القرية جغرافيا في البداية حتى وصل عدد البيوت الى 250 بيت وقد زاد جمال موقعها استقطاب الكثير من المتعهدين الذين بدأوا بالأبنية الطابقية مما ادى الى ازدياد عدد السكان وهكذا اصبحت قرية بسماقة قرية عصرية فيها جميع مقومات الحياة الحديثة

يذكر أنه يمكن الوصول إلى قرية بسماقة عبر طريق طرطوس- الدريكيش، الذي يمر داخل القرية وعبر طريق : طرطوس- دوير الشيخ سعد, كخط فرعي حيث تبعد القرية قرابة 9كم عن مدينة طرطوس