لكل السوريين

ثمن الضوء الأخضر؟؟؟!

على مدى اسبوعيين متتاليين تحاول الحصول على الضوء الاخضر لتنفيذ عملية جديدة في مناطق شمال وشمال شرق سوريا وكالمعتاد بحجة حماية امنها القومي وتأمين حدودها الجنوبية اضافت لها هذه المرة خطة المنطقة الآمنة وإعادة اللاجئين، ولكن هنا السؤال هل ستحصل على الضوء الاخضر؟ وما هو ثمنه؟

منذ عام 2013 وبعد وجودها العلني في سوريا بدأت بالمقايضة على المناطق التي تسيطر عليها الفصائل التي تدعمها واصبحت أداة لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية ووسيلة لتنفيذ حلمها في بناء العثمانية الجديدة

فمن غوطة دمشق وارياف حمص مقابل ادلب وصولا لمناطق في شمال وشرق سوريا مقابل نقاط على m4في مورك و سلسلة المقايضات مستمرة

ويتسأل المراقبون عن ثمن الجديد لهذه العملية المزمع تنفيذها… هل هي في سوريا؟ ام تتعدا الملف السوري لتصل للملف الاوكراني؟ ام قضية انضمام فلندا والسويد للناتو؟

تركيا اليوم مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة ولاسيما انها تعيش ازمات داخلية جما من شانها افقاد حزب العدالة والتنمية الحاكم شعبيته في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية ويضاف لها الواقع الاقتصادي الذي لا يخفى على احد واخطر من ذلك ظهور العنصرية في الشارع التركي للاجئين السوريين ومطالبات لإيجاد الحل لذلك فتلك الاسباب وغيرها تجعل من تركية اكثر سلاسة في المقايضات

ولكن في هذه العملية يختلف الامر بعض الشيء كون هنالك تضارب في مصالح الدول المقايضة مع تركية لأسباب اقليمية ودولية فالمطلوب ثمن باهظ لشراء الضوء الاخضر

ولكن الشيء الخفي الذي تدركه تركيا هو الوجود الإيراني الذي يحاول ملأ الفراغ الروسي في سوريا والدليل على ذلك بتحديد الرئيس التركي بمنطقتي منبج وتل رفعت هي من المناطق المستهدفة من تلك العملية حتى سارعت ايران والمليشيات التابعة لها لدفع تعزيزات بتوافق مع روسيا إلى مناطق التماس في المنطقة مما يضع تركيا أمام مقايض جديد عدا الأمريكي والروسي وهو الإيراني فقد تشكل عقبة جديدة أمام المخطط التركي

اما بالنسبة إلى منبج فهي ذات قيمة لا تخفى على أحد لدى قوة التحالف الدولي وخاصة بعد عزمه على إقامة نقاط لملاحقة متزعمي الجماعات الإرهابية في المناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل التابعة لها

اما كوباني فقضيتها منذ 2014 ودمارها على يد تنظيم داعش أصبحت قضية دولية تحرك المشاعر العالمية

بعد هذه التحليلات يبدو لنا أنه من الصعوبة تحديد الوجه الأسهل لإنقاذ ماء وجه تركيا بعد الترويج لعمليتها والحشد العسكري لها فيحتار المحلل على قيمة الثمن الذي سيدفع مقابل تلك العميلة مع ذكر خصوصية تلك المناطق

اما من جهتي الشخصية فأنه أرى أنه لن تكون هناك عملية عسكرية جديدة في المنطقة في المدى المنظور لعدة أسباب:

اولا:  منها حساسية الملفات الإقليمية وأهمية الموقف التركي فيها فثمن الضوء الأخضر يجب أن يكون ثمن تحديد تركيا موقفها من الملف الروسي الاوكراني مما يشكل تضارب مع أحد الأطراف المشاركة

وثانيا: عدم تحديد تركيا رأيها من تلك الملفات بشكل معلن لكون الدول الضامنة في الملف السوري هي متصارعة في قضايا إقليمية أصبحت أكثر أهمية من الملف السوري وبقاء الملف السوري كورقة ضغط لإصلاح الموقف في تلك الصراعات

وثالثا: عدم رضا الشارع العربي على تلك العمليات مما يشكل حرجا للنظام التركي الذي يحاول إعادة بناء قنوات التواصل وخاصة مع دول الخليج ومصر

ورابعا: فشل الجيش التركي في تحقيق أهدافه في عملياته في جنوب شرق تركيا وشمال العراق أيضا اضعفت الموقف الجيش في الشارع التركي في الحصول على التأييد الداخلي بالقيام بعمليات عسكرية جديدة والسبب الاخير والمهم هو الانتفاضات التي نشاهدها في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المدعومة من تركيا والتي طالبت لأول مرة بإخراج الجيش التركي ولوحت بانكشاف مخطط التركي في استخدام مقاتلين السوريين في تحقيق مآرب توسعية تركية على أنقاض الثورة السورية التي بدأوا بها