لكل السوريين

إسرائيل تصعد تهديداتها لإيران..وطهران تحذر من تواجدها في منطقة الخليج

تتصاعد نبرة التهديد والوعيد بين إسرائيل وإيران على وقع تعثر مفاوضات فيينا وإرجاء التوقيع على اتفاق نووي جديد إلى أجل غير مسمى.

وشكّل تبني الوكالة الدولية للطاقة الذرية لقرار ينتقد طهران لعدم تقديمها ما يفسر وجود آثار لليورانيوم في مواقع لم يعلن عنها، محطة مهمة في تصاعد الصراع بين تل أبيب وطهران. وتصاعد الصراع بين تل أبيب وطهران على ساحات عدة في المنطقة، وخرجت بعض معالمه للعلن، وبدأت طبول الحرب الإعلامية تقرع في الدولتين.

واحتدمت أجواء التصعيد بعد محاصرة إسرائيل لإيران من خلال اتفاقيات التطبيع مع دول خليجية، حيث اعتبر الإيرانيون أن التموضع الإسرائيلي في المنطقة “الحدث الأكثر خطورة في الشرق الأوسط بعد الغزو الأميركي للعراق”.

وفي ظل المزاعم الإسرائيلية، بأن إيران تواصل التحرك بشكل منهجي لتمتلك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج أسلحة نووية.

في حين يرى الإيرانيون أن التصعيد الإسرائيلي “ردة فعل على تراجع واشنطن عن تنفيذ مخططاتها الرامية للنيل من إيران”.

التصعيد الإيراني الإسرائيلي

تعالت نبرة التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران في الأسابيع الأخيرة على خلفية الكشف عن نشر رادارات إسرائيلية في الإمارات والبحرين.

وكشف قائد بالحرس الثوري الإيراني عن ضربات سرية وجهت لأهداف إسرائيلية بعضها داخل إسرائيل وبعضها في دول أخرى.

وذكر أن إيران لا تكشف التفاصيل عن هذه الضربات، وأنها مقتنعة بالعمل في تكتم وسرية.

وبدورها شددت تل أبيب تحذيراتها للإسرائيليين من هجمات قد تستهدفهم في الخارج، لا سيما في إسطنبول التي تم رفع درجة التحذير من السفر إليها بعد الإعلان عن إحباط محاولات لمهاجمة إسرائيليين فيها.

وحذّر مسؤولون إسرائيليون مؤخراً من محاولات إيران “شن هجوم إرهابي على إسرائيليين في إسطنبول”، وحثوا جميع مواطنيهم على مغادرة تركيا على الفور.

وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن إسرائيل لن تتردد في استخدام القوة في كل مكان في العالم لحماية مواطنيها.

ومن جهته، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران بقيادة الولايات المتحدة، لمواجهة طهران التي  توسع عملياتها العدوانية في المنطقة.

تموضع خطير

يعتقد المقربون من صناع القرار في طهران أن بلادهم كرّست حضورها على حدود فلسطين المحتلة منذ سنوات، ويعتبرون نشر الرادارات الإسرائيلية بالمنطقة الخليجية رداً على ذلك.

وفي رسالة واضحة ومباشرة لإسرائيل وبعض دول المنطقة، حذر قائد القوات البحرية بالحرس الثوري الإيراني من أن السماح بتواجد عسكري لإسرائيل بمنطقة الخليج العربي لن يجلب الاستقرار لإسرائيل ولمن يتعاون معها.

كما وجهت طهران رسائل رسمية إلى كل من الإمارات والبحرين والعراق تفيد بأنها ستستبق أي تحرك لزعزعة استقرارها بضربات خاطفة، وأن ” إيران تجاوزت مرحلة الصبر الاستراتيجي واعتمدت استراتيجية الهجوم على منشأ التهديد ولن تستأذن أحداً للقيام بذلك”.

وعن خياراتها في التعامل مع وصول منظومات صواريخ إسرائيلية إلى حدودها، تقول طهران إنها لن تهاجم دول الجوار، ولكنها سترد بقوة على أي تهديد ينطلق من أراضيها، وتعتبر أن السماح بوجود إسرائيل على أراضي دول مجاورة يشكل تهديدا لأمن المنطقة.

بانتظار الذريعة

رغم التوتر الناجم عن تهديدات إسرائيل بضرورة استهداف النظام في طهران بدلاً من محاربة أذرعه، ترى شريحة من الإيرانيين أن اقتراب منظومات الصواريخ الإسرائيلية من حدودها تشكّل فرصة لضربها.

وتقلل هذه الشريحة من أهمية مهمة الرادارات الإسرائيلية في المنطقة لكونها لن تتجاوز اعتراض بعض الصواريخ والمسيّرات الإيرانية، إلّا أنها ستعرّض الدول المضيفة لها للخطر.

ولطالما أشارت طران إلى أن الحرب لن تخلو من مخاطر حقيقية لا ترغب فيها إيران، إلّا أنها ستكون مضطرة للرمي بكل ثقلها في حال فرضت الحرب عليها”.

وقال الرئيس الإيراني إن الوجود الأجنبي لا يصب في مصلحة دول المنطقة، وسيؤدي إلى خلق الأزمات وزعزعة الأمن، واعتبر أن حل مشاكل المنطقة يجب أن يكون بالحوار بين دولها.

وكان مساعد الرئيس الإيراني محسن رضائي، قد رد قبل أيام على التهديدات الإسرائيلية بالقول “أتمنى أن تجرؤ إسرائيل على ارتكاب خطأ وتعطينا ذريعة لنمحوها عن الأرض”.