لكل السوريين

التقنين والفقر والبطالة عوامل مؤهلة للسرقة بشوارع اللاذقية

 تقرير/ سلاف العلي

تكثر في اللاذقية حوادث سرقات المواطنين، فالازدحام كبير في كراجات القرى والبلدات والمناطق التابعة للاذقية، وكذلك في باصات النقل الداخلي، وإنارة الشوارع تغيب ليلاً، وهذا ما وفر بيئة خصبة لارتكاب مثل هكذا جرائم.

السيد عزام وهو صاحب ورشة حدادة في اللاذقية، كان ينتظر سرفيس قريته وقت الظهيرة، وانتظر لمدة تجاوزت الساعة، وجاء ثلاثة سرافيس، وكان يركض مع الآخرين، وحقق مراده في الحصول على مقعد في السرفيس الرابع، لكن بعد ما مشى السرفيس من الكراج وارد محاسبة السائق مثل الآخرين اكتشف المصيبة إن جزدانه قد اختفى، والنقود التي يحملها في جيب بنطاله قد فقدت مع الجزدان، وإن الحرامي استغل ركضه باتجاه الباص وانشغاله بالحصول على مقعد والتدافع الحاصل ففعل ما يريد دون أن يشعر به أو يراه أحد، ذهب إلى الشرطة وقام بتسجيل ضبط بالواقعة، كون النشال أخذ محفظته التي تحوي بطاقته الشخصية، وخاف أن يتم استخدامها بمصيبة أكبر، طبعا قيدت الشكوى ضد مجهول، لكن الشرطة اتصلت به بعد يومين، تخبره أنه تم العثور على محفظته مرمية بالقرب من الكورنيش الجنوبي، وفيها هويته الشخصية وبعض الأوراق الأخرى، بينما كانت خالية من النقود.

السيدة نجاح، وهي موظفة متقاعدة في اللاذقية، قالت لنا: إنها لا تدري بالضبط متى تعرضت للنشل، إذ حصلت على راتبها من كوة الصراف الآلي، ثم صعدت في باص النقل الداخلي خط: الرمل الشمالي- كراجات، لتعود إلى بيتها في حي الرمل الشمالي، وحين قررت شراء بعض الخضار مدت يدها إلى حقيبتها ووجدتها مفتوحة وبحثت عن النقود فلم تجد شيئا، لقد فقدت كامل راتبها بعد دقائق قليلة من الحصول عليه، إذ تم نشله دون أن تشعر بشيء، وذهبت إلى الشرطة وسُجلت شكواها ضد مجهول.

السيد أبو جلال أخبرنا قصته وقال: “أنزل كل يومين من القرية وأحمل معي كميات من الخضروات والأعشاب لبيعهم في اللاذقية، وبعد ذلك أشتري بعض الحاجات المنزلية لنا من سوق تجارة الجملة، ومنذ أسبوع كعادتي نزلت السوق ومعي شوية خضروات وبعتهم بعد ثلاث ساعات، وذهبت إلى سوق الجملة وطلبت بعض الأشياء وجمعتهم ومن ثم فتحت حقيبتي وأردت دفع الثمن، فما وجدت النقود فقد سرقت كلها وخجلت من التاجر، وذهبت إلى الشرطة وسجلت شكوى ضد مجهول، والحمد لله يومها لم يبق معي أجرة الطريق”.

لقد كثرت جداً حوادث السرقة والتي تحدث بالنهار والليل، وخاصة ساعات المساء فمثلا في مدينة جبلة، تتخذ السرقات طابعا أكثر جرأة، حيث اشتكت سيدات وفتيات من تعرضهن لحوادث سرقة حقائبهن من قبل شبان على دراجة نارية مستغلين عدم وجود إنارة في الشارع.

السيدة عائشة أوضحت لنا الأمر بذكر ما حدث معها وقالت لنا: لقد سمعنا الكثير من قصص السرقات، وغالبية الضحايا هن من النساء خصوصا كبيرات السن، مرجحة السبب في انتشار هذه الظاهرة إلى عدم توافر الإنارة الشارعية الكافية، نتيجة التقنين الكهربائي في المدينة، فأنا مساء كنت بشارع الفروة بجبلة ودخلت إلى ثلاثة محلات ألبسة ولم أشتري شيئا، بسبب الغلاء والنوعية ما عجبتني، ورجعت إلى المنزل وبالطريق هنالك شارع مظلم وهنالك بشر يمشون بالشارع، أحمل بيل صغير استخدمه لإنارة الطريق أمامي ،لكن في منتصف الشارع فجأة دراجة نارية وعليها شخصان خطفوا الحقيبة واوقعوني على الأرض وصار معاي التواء بالرجل اليسرى والحمد لله لم انكسر، رغم انني صرخت حرامية ..حرامية، وركض بعض البشر لكن لم يستطع اللحاق بهم أحد، وكان في الحقيبة النقود وموبايلي وبعض الأشياء الأخرى الخاصة، وقدمت شكوى إلى مخفر المدينة وسجلوها ضد مجهول.

الصبية منال أضافت قائلة: أنا أعمل في مطعم لبيع الأكلات السريعة، أنهيت عاملي وأنا في طريق عودتي للبيت وبشارع جول جمال وهو شبه منار وفيه بعض المحلات مفتوحة ومنارة، وكنت أسير باطمئنان وبهدوء وفجا اقتربت مني دراجة نار وعليها شخصان يضع قبعة كل واحد منهما خطفوا جزداني وفيه نقودي وهاتفي وبعض الأشياء الشخصية، ووقعت على الأرض وصرخت حرامي… حرامي، ولم يتمكن منهما أحد، وذهبت إلى الشرطة واشتكيت ضد مجهول، وأكدت الصبية منال أنه لا جدوى من الأحاديث حول ظاهرة حوادث النشل والسرقات في المحافظة، لأن التقصير الأكبر من الشرطة، ففي حين يتم فرض رقابة صارمة على حرية التعبير وانتقاد الحكومة أو مسؤوليها، فإنه لا أحد يعمل على تسيير دوريات شرطة لضبط السرقات، أو العمل لإنارة الشوارع، وبالتأكيد يعتبر الفقر المسبب الأول لتلك الحوادث التي ازدادت كثيرا مؤخرا، فمع تراجع الدخل وقلة فرص العمل، يلجأ العديد من الشباب إلى امتهان السرقة أو التسول.