لكل السوريين

حماة.. انتشار وتفشي للقمل في المدارس

حماة/ جمانة الخالد

انتشر القمل وتفشى بين الطلاب في مدارس حماة وريفها بشكل خاص مؤخراً، المدارس عاجزة عن وضع حل للمشكلة التي تناقلت بين الطلاب، في ظل واقع صحي متردي في المنطقة.

أولى مراحل العلاج من الحشرة التي تشكل هاجساً معنويا لدى الأهالي هي بقص الشعر بسبب الخوف من بقائها، حيث أن القمل يعتبر معيبا أكثر من خطره الصحي.

يشتري الأهالي من الصيدلية علبة “شامبو” خاصة بالقمل بثمن 18 ألف ليرة سورية، لا يتجاوز حجمها الـ250 مل، إضافة إلى بخاخ مُركّز الفعالية بسعر 28 ألف ليرة، أي يدفعون 46 ألف ليرة.

حيث زادت مشكلة القمل  من مصاريف العائلة الكثيرة، إذ يعادل مبلغ 46 ألف ليرة ربع الراتب، ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية 186 ألف ليرة تقريبًا.

وارتفعت أسعار مستلزمات مكافحة القمل بنحو 3 أضعاف عن العام الماضي، حيث كان سعر عبوة “الشامبو” 6000 ليرة، وعلبة البخاخ المُركّز 9500 ليرة.

يقول صيادلة إن الأسعار متغيرة، وتتوقع ارتفاعها مرة أخرى خلال الفترة القليلة المقبلة، خاصة بسبب زيادة الطلب على المنتج حاليًا.

ويؤرق ارتفاع أسعار العلاج الأهالي، وهذا كان أحد أهم أسباب اتخاذهم قرار قص شعر لأطفالهم، فعبوة البخاخ التي يشترونها بـ28 ألف ليرة لم تكفِها إلا لمرة واحدة فقط، وعليهم إعادة الكرّة بعد فترة وجيزة، بينما قص الشعر لا يتطلب ذلك حيث يحتاجون لكميات أقل.

وكانت الصحة المدرسية التابعة لمديريات التربية في المحافظات تقدم علاج القمل مجانًا في المدارس، إلا أنها توقفت منذ العام الماضي عن منح تلك الأدوية.

ولا يوجد أي إجراء بإمكان المدارس اتخاذه لعلاج الظاهرة، إذ إن الصفوف مكتظة، وغالبًا ما يكون هناك ثلاثة أطفال في المقعد الواحد، أي أن قابلية العدوى مرتفعة للغاية لعدم وجود مسافة أمان.

وتلجأ بعض المدارس لعديد من الحيل لتفادي الإصابة، كأن يتم إجلاس طفل ذكر خفيف الشعر بين طفلتين في المقعد الواحد، ما يبعد قليلًا شبح انتقال العدوى، إلا أن أعداد الطلاب الذكور قياسًا بأعداد الطلاب الإناث قد لا تكون مناسبة لمثل هذا الإجراء.

وسجلت غالبية المدارس في ريف حماة العام الماضي حالات إصابة كبيرة بالقمل بين الطلاب، وبدا أن السبب الرئيس لها ارتفاع أسعار “الشامبو” وتدني نوعيته، إضافة إلى عدم وجود المياه الساخنة للاستحمام، إذ كانت الكهرباء تأتي ساعة واحدة فقط في اليوم، بمعدل ربع ساعة كل 6 ساعات تقريبًا.

يبدو خطر الإصابة بالقمل هذا العام مرتفعًا مع ارتفاع أسعار مستلزمات العلاج، إذ لا تستطيع غالبية الأسر تحمل تكلفة أسعار المستلزمات، لذلك تلجأ إلى بعض أنواع العلاجات الأخرى التي قد تكون خطرة جدًا على الطفل.

ويلجأ عدد من الأهالي إلى مادة مركبة يتم شراؤها من محال بيع النباتات، لتستخدم كعلاج قوي للتخلص من القمل، وبسعر منخفض نسبيًا، إذ تباع وفق الطلب بـ1000 أو 2000 ليرة وأكثر كذلك يشترون الكاز ذو المخاطر الصحية لكن يلجأ هؤلاء للتكلفة الأقل بغض النظر عن المخاطر.

يقول أطباء إن الكاز خطر جدًا على بشرة الطفل الحساسة، وربما يسبب التسمم، وفي حال نفذ إلى العينين، فإنه يسبب مشكلات كبيرة جدًا، وربما تنتهي بالتهاب شديد وتضرر في شبكية العينين.

ووفقا لقولهم لا يجب استخدام أي علاجات للأطفال سوى باستشارة طبيب أو صيدلاني، إذ إن مناعة الأطفال أقل بكثير من مناعة الكبار، وبالتالي من الممكن أن يؤدي الأمر إلى عواقب وخيمة جدًا.

وينصح أطباء الأمهات باللجوء إلى شراء أدوية القمل من الصيدليات، رغم أن ثمنها مرتفع، لكنها الحل الآمن الوحيد والفعال لعلاج القمل.