لكل السوريين

المجاعة تتفاقم في قطاع غزة.. والأطفال ضحيتها الأولى

تحقيق/ لطفي توفيق

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” أن 17 ألف طفل في قطاع غزة أصبحوا من دون ذويهم، أو انفصلوا عن عائلاتهم خلال الحرب، وأشارت المنظمة إلى أن جميع الأطفال في القطاع بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية، ودعت المجتمع الدولي إلى عدم التخلي عن أطفال القطاع.

وقال مدير الاتصالات بمكتب المنظمة في الأراضي الفلسطينية إن “الأطفال تظهر عليهم أعراض القلق المستمر، وفقدان الشهية ولا يستطيعون النوم، أو يمرون بنوبات اهتياج عاطفي، أو يفزعون في كل مرة يسمعون فيها صوت القصف”.

وأضاف “قبل هذه الحرب، كانت اليونيسف تعتبر بالفعل أن 500 ألف طفل بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي في غزة، واليوم تشير تقديراتنا إلى أن جميع الأطفال تقريباً بحاجة إلى هذا الدعم، أي أكثر من مليون طفل”.

ودعا إلى وقف لإطلاق النار لتتمكن المنظمة من إجراء إحصاء للأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم وتحديد أقاربهم والبحث عنهم، وتقديم الدعم لهم في مجال الصحة النفسية.

كارثة تعليق دعم الأونروا

وبدورها، دعت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف إلى عدم التخلي عن أطفال غزة، وأشارت في تدوينة لها على منصة إكس إلى أن وضع الأطفال في غزة يزداد قتامة يوماً بعد يوم، وقالت “لا يمكن للعالم أن يتخلى عنهم”.

ونشرت مع التدوينة بياناً للجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة الذي نشر نهاية الشهر الماضي، ووصف تعليق بعض الدول دعمها المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بأنه يقود إلى “كارثة على سكان قطاع غزة”.

وحذر البيان الذي حمل عنوان “لا يمكننا التخلي عن سكان غزة” من أن “تعليق الدعم المالي للأونروا أمر خطير وسيؤدي إلى انهيار النظام الإنساني في غزة، وسيكون لذلك عواقب بعيدة المدى على الصعيد الإنساني وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي جميع أنحاء المنطقة”.

وكان المفوض العام للوكالة قد وصف قرار تعليق الدعم المالي للأونروا بالصادم، وقال “إن الفلسطينيين في غزة لم يكونوا بحاجة إلى هذا العقاب الجماعي الإضافي”.

غياب الخدمات الأساسية

أكد المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن الحاجة الآن ملحة أكثر من أي وقت مضى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وشدد على أن ذلك هو الحل الوحيد لوقف قتل الأطفال وتوفير الرعاية والخدمات الأساسية لهم.

وأشار إلى أن “الأطفال في القطاع يواجهون تحديات بالغة الخطورة نتيجة انتشار الأمراض الناتجة عن التكدس في مراكز الإيواء وعدم توافر الخدمات الأساسية، والحالة الكارثية التي وصل إليها القطاع بعد تدمير مراكز الخدمات الأساسية من مياه وصحة وصرف صحي، بالإضافة إلى الازدحام الهائل للنازحين في مراكز الإيواء”.

ونوّه المسؤول الأممي إلى أن اليونيسيف مستمرة في إيصال الإمدادات الحيوية إلى القطاع، بما في ذلك اللقاحات والإمدادات الطبية ومستلزمات النظافة والمواد الغذائية للأطفال والرضع
والإمدادات الأساسية من وقود ومياه وغيرها، ولكنها بحاجة إلى وقف إطلاق النار باعتباره الحل الوحيد الذي يمكّن المنظمة من توفير الرعاية للأطفال والرضع الذين يحتاجون إليها، ومنع انتشار الأمراض وعلاج الحالات المرضية الموجودة.

نقص التغذية يتجاوز عتبات المجاعة

شددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة على ضرورة وصول المساعدات إلى قطاع غزة، وحماية البنية التحتية المدنية، لحماية أرواح المدنيين وخاصة الأطفال، ومنع تفشي الأمراض، وتوفير الرعاية للمرضى.

ولفتت إلى أن الوضع المتدهور يثير المخاوف بشأن سوء التغذية الحاد بشكل يتجاوز عتبات المجاعة، وأشارت إلى أن الأطفال الذين يعانون سوء الحالة الصحية والتغذية أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، مثل الإسهال الحاد الذي يؤدي إلى تفاقم خطير وتدهور الحالة الصحية مما يعرضهم للوفاة بشكل كبير.

وأشارت المنظمة إلى أن الحرب حدّت من القدرة على علاج سوء التغذية، وأصبح الأطفال النازحون وأسرهم غير قادرين على الحفاظ على مستويات النظافة للوقاية من الأمراض، نظراً للنقص الكبير في المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.

وقالت “إن معظم النازحين الجدد لا يحصلون إلّا على لتر أو لترين من الماء يومياً للشرب والطهي والاغتسال”.

وحذّرت من أن عدم تأمين احتياجاتهم يهدد وضع أطفال القطاع دون سن الخامسة البالغ عددهم 335 ألفاً، ويعرضهم للوفاة بسبيب سوء التغذية الحاد التي يمكن تفاديها إذا توقفت الحرب.