لكل السوريين

في محافظة السويداء.. بوادر حراك شعبي جديد

السويداء/ لطفي توفيق 

من المرجح أن يعود الحراك الاحتجاجي إلى الواجهة بالسويداء في ظل تدهور كامل الخدمات الرئيسية، والممارسات الأمنية وانعكاساتها السلبية على حياة المواطنين وأمنهم.

حيث تعالت الأصوات المستنكرة للوضع الخانق بالمحافظة، وتزايدت الوقفات الاحتجاجية فيها،

وفي بلدة الغارية جنوب المحافظة، اعتصم عدد من شبانها أمام مبنى البريد احتجاجاً على عدم وصول المياه لمنازلهم، بينما لا تتوقف الصهاريج عن نقل المياه من بئر البلدة وبيعها بأسعار مرتفعة.

وهدد المعتصمون بإغلاق مركز البريد إذا لم يتم تحسين خدمة الاتصالات التي تعمل لساعة أو  ساعتين كل يوم.

وعلى طريق دمشق السويداء، ركن عدد من الفلاحين جراراتهم بجانب الاتستراد شمال مدينة شهبا، للمطالبة بمخصصاتهم من المازوت التي يتم حرمانهم منها مع أنها تصل ويتم قطعها من المحطات، ولا يتم تسليمها لهم.

وهددوا بالتصعيد واللجوء إلى الشارع في حال لم يصلوا إلى حقوقهم.

وفي قرية الدارة بريف السويداء الغربي، طلب المزارعون وضع حد لفساد الجمعية الفلاحية بقريتهم، بعد اختفاء معظم الخدمات الزراعية فيها.

عرقلة اجتماع شعبي

دعت قوى مدنية وسياسية من المحافظة لعقد اجتماع موسع تحت عنوان “لقاء السويداء، سلم.. أمان.. مستقبل”، ووجهت الدعوات لمئات الشخصيات من الهيئة الدينية والوجهاء وأعضاء مجلس الشعب وقيادات حزبية ورسمية سابقة ومثقفين وناشطين اجتماعيين ومدنيين، لحضوره، وقررت عقده في صالة خاصة بالمدينة.

وسرعان ما اتصلت جهة أمنية بصاحب الصالة وهددته بتبعات قانونية في حال عقد الاجتماع،

فحاول الحصول على موافقة رسمية لعقده دون جدوى، فتقرر تأجيله إلى موعد يحدد لاحقاً.

وحسب أحد الداعين للاجتماع، كان من المقرر أن يبحث المجتمعون سبل البناء على الانتفاضة الأخيرة ضد العصابات، وكان من المتوقع أن يخرجوا بتوافق يستند إلى المحددات الوطنية ويحمل آليات تهدف إلى توحيد الكلمة وتفعيل سلطة القضاء والرقابة المجتمعية للمساعدة في قطع دابر عصابات الخطف والسلب والاتجار بالمخدرات، ورفع الغطاء الاجتماعي والأمني عنهم، والضغط على السلطات للقيام بدورها في تحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين وحماية أمنهم وإعادة الحقوق لأصحابها من خلال تطبيق القانون.

منع من تكريم الطلبة

أصدرت الهيئة الدينيّة الاجتماعية في قرية أم الرمان جنوب السويداء، بياناً انتقدت فيه الشعبة الحزبية المسؤولة عن المنطقة بعد أن منع أمينها الهيئة من تكريم الطلبة الناجحين في القرية.

وقالت في بيانها “نحن آباء وأولياء أمورهم ولسنا حزباً سياسياً، ونحن لا ننطلق من منطلق طائفي ولم ندعوهم لمقر سياسي ولا لكنيسة ولا لصومعة بل دعوناهم لمضافة أم الرمان”.

وأكدت أنها لا تنتمي لأي حزب سياسي ولكنها تنتمي إلى الوطن والإنسان وهي “على مسافة واحدة من كل الشرفاء بالوطن”.

كما استهجنت الهيئة في بيانها “أن يتوجه أمين شعبة القريّا عبر مدير مدرسة القرية للإيعاز لأبنائنا الطلبة وأوليائهم بعدم حضور تكريم الهيئة للناجحين من طلاب الصف التاسع”.

واختتمت البيان بقولها “نحن كهيئة دينية اجتماعية غير قاصرة ولا تسمح لأحد علا شأنه أو صغر، أن يملي عليها إرادته، لأنها تستمد إرادتها وقراراتها من رسالتها التوحيدية التي لا تتعارض مع الدستور الوطني، ومن حاضنتها الوطنية بالقرية ممثلة بنسيجها الاجتماعي من كل الأطياف”.