لكل السوريين

طائر عدواني خطير في سماء جبلة، فما هو؟

تقرير/ سلاف العلي

أكدت معلومات الدفاع المدني في اللاذقية، أنه تم الإبلاغ عن مشاهدة طائر المينا الهندي في سماء منطقة جبلة وريفها، وهذا ما يؤشر إلى الخطورة في وجود هذا الطائر العدواني على الناحية البيئية والزراعية وحتى على أنواع الطيور الأخرى، حيث أن هذا النوع من الطيور قد يكون أُدخل بطريقة غير شرعية كونه غير موجود في سوريا وموطنه الأصلي الهند، ويجب الإبلاغ عن أية مشاهدة لهذا الطير في المحافظة للعمل على مكافحته، والجدير بالذكر أن عدة دول حذرت من ظهور هذا الطير، لما يشكله من خطر على الحيوانات والمزروعات وفق تصنيفات بيئية.

والمينا الهندي طائر عدواني شرس وسريع الانتشار من فصيلة الزرازير، وهي تمثل مجموعة من العصفوريات، صفاته جعلت علماء البيئة يدقون ناقوس الخطر بسبب الانتشار الواسع الذي حققه طائر المينا الهندي خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ صنفته منظمة البيئة العالمية ضمن أكثر 3 طيور إضراراً بالنظام البيئي للأذى الذي يلحقه سواء بالبيئة أو بالإنسان أو الحيوان، في حين صنفه الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة كواحد من 3 طيور هي الأسوأ بين 100 نوع غاز في العالم.

يمتد التوزيع الطبيعي لطائر المينا الهندي من وسط إلى جنوب شرق آسيا وقد تم إدخاله بشكل متعمد أو عن غير قصد إلى أجزاء مختلفة من العالم بما في ذلك شبه الجزيرة العربية وأجزاء من بلاد الشام، حيث أقام مستعمرات، خاصة في الحدائق والمتنزهات في المناطق الحضرية.

يحقق طائر المينا الهندي انتشارا واسعا وسريعا، فبعد أن تمت مشاهدته في بعض الدول العربية وبفارق زمني قصير أصبح موجودا بشكل أكبر وعلى نطاق أوسع، وبالرغم من تصنيفه من طيور الزينة التي يقتنيها الكثير من الناس في بيوتهم داخل أقفاص، لما له من صوت جميل بالإضافة إلى حجمه الصغير وألوانه الجميلة، فإن مخاطره تفوق مهارته الصوتية وجمال منظره.

وعن مخاطر انتشاره، إنها متعددة ومن ضمنها قدرة هذا النوع من الطيور على التكيف مع بيئات متنوعة وتحت ظروف مناخية مختلفة مما يسمح لها بالانتشار بشكل كبير واحتلال مواقع أنواع أصيلة أخرى، حيث يعمل على منافسة الأنواع الأصيلة وتخريب أعشاشها وقتل صغارها مما يؤثر على تعداد وتوزيع هذه الأنواع وينعكس على التوازن البيئي بشكل سلبي.

ويتسبب هذا النوع كذلك بأضرار للمحاصيل ويعتبر من الآفات الزراعية التي يتم مكافحتها عالميا ويساهم أيضًا في التلوث الضوضائي في المناطق الحضرية.

طائر المينا يشكل تهديدا للتنوع البيولوجي والزراعة والمصالح الإنسانية نتيجة سلوكه العدواني تجاه الطيور المحلية، يشكل تهديدا للتنوع البيولوجي والزراعة والمصالح الإنسانية نتيجة سلوكه العدواني تجاه الطيور المحلية، أن وجود المينا الهندي يعود للقرن الـ 18 ما بين أعوام ١٧٠٠ -١٨٠٠، إذ حمل الفرنسيون مجموعة من طائر المينا من منطقة جنوب شرق آسيا ونقلوها إلى جزر موريشيوس وجزيرة رينيون في جنوب شرق أفريقيا، بهدف المكافحة البيولوجية للحشرات.

وقد وجد الباحثون أن واحدا من أهم أسباب انتشار المينا الهندي هو ضعف الطيور التي تقاومه، حيث قامت بعض الدول بما يعرف بتعزيز صمود الطيور المحلية من خلال تكثيف الأشجار والبيئات الحاضنة لهذه الطيور فبالتالي تقوى على مواجهة المينا الغازي والحد من نسب ومساحات انتشاره في مناطق أوسع.

بعض الدول الأخرى عملت على تقليل مصادر غذائه إذ توصي مواطنيها بعدم توفير طعام مفتوح للطيور وعلى عدم ترك طعام الكلاب والماشية في مناطق مفتوحة تسهل وصوله لها، لا يقتصر ضرر طائر المينا على البيئة والزراعة وما ينتج عنه من ضرر خطير على نضج الفاكهة، مثل العنب والتوت الأزرق، وإنما يمتد للبشر، ويتسبب في نشر الأمراض والطفيليات إلى الحياة البرية المحلية وأحيانا إلى البشر، وهو من أكثر الطيور التي لها القدرة على نقل أنواع من الطفيليات والجراثيم، التي قد تسبب أمراضا قاتلة للإنسان والحيوان، وهناك عدة استراتيجيات يمكن اعتمادها لمكافحته، منها التحكم في الأعداد، ويتضمن ذلك الرصد الدوري لأعداد الطيور وتطبيق إجراءات للتقليل من انتشارها، وكذلك التدابير البيئية، وتشمل حماية المواطن الطبيعية للطيور المحلية وتعزيز البيئات الطبيعية التي تدعمها، وأخيرا التوعية البيئية، أي تعزيز التوعية بأضرار طائر المينا الهندي على البيئة المحلية وأهمية حماية التنوع البيولوجي، ويمكن التحكم في التكاثر والحد منه من خلال تطبيق تقنيات متعددة، مثل إزالة الأعشاش أو استخدام وسائل لجعل البيض غير صالح للتفقيس، ولا يمكن إغفال أهمية وجود تعاون إقليمي ودولي ومع المنظمات الدولية لتبادل المعلومات والخبرات حول أفضل الطرق للسيطرة على هذا النوع الغازي، ووضع قوانين تحد من نقل هذا الطائر إلى مناطق جديدة ومنع بيع أو اقتناء هذا الطائر كحيوان أليف.