تقرير/ بسام الحمد
بعد أن كانت هماً معيشيا لأهالي الطلاب في كل عام، باتت اليوم أسعار القرطاسية المدرسية وهماً او ضرباً من الخيال، حيث ترتفع الأسعار بشكل يفوق قدرة الأهالي في ظل ارتفاع الأسعار بجنون، ناهيك عن الأزمة المالية التي يعيشها المواطن ولا يُحسد عليها.
بعض شركات الحقائب المدرسية قامت بطرح منتجاتها في الأسواق المحلية مبكراً، بغاية الفوز بالحصة الأكبر من مبيعات الجملة، وعلى الرغم من أن صناعة الحقائب كان قبل ارتفاع سعر الصرف الذي صعد بشكل كبير بعد عيد الأضحى، إلا أن الحقيبة البسيطة سعرها بالحد الأدنى 150 ألف ليرة سورية، وهو ما يعادل قيمة الراتب الشهري للموظف في البلاد.
وسجلت أسعار القرطاسية ارتفاعاً مفاجئاً وصل إلى الضعف، نظراً لاقتراب موعد افتتاح المدارس وبدء العام الدراسي الجديد 2024- 2025، لتزيد من الأعباء المالية والمعيشية على المواطنين المقيمين في مناطق وسط سوريا.
وارتفعت أسعار القرطاسية بمقدار 100 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، حيث أن الحقائب تصدرت قائمة السلع الأعلى سعراً.
وتبدأ أسعار الحقائب لهذا العام من 150 ألف ليرة سورية “وهي ذات جودة سيئة ولا تستمر مع الطالب أكثر من نصف العام، ما يدفع الأهالي إلى شراء حقيبة أخرى”، ثم إن الحقيبة المصنوعة من الجلد الطبيعي يصل سعرها إلى 700 ألف ليرة “وهذا لا يتناسب مع قدرات المواطنين”.
ولجأ صانعو الحقائب لاستخدام المشمع عوضاً عن الجلد، إلى جانب زيادة بعض اللصاقات على الحقيبة لرفع سعرها حيث انتشرت ورشات كبيرة مخفية تعمل في الأقبية من دون رخصة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد مسؤول بحماية المستهلك أن الأسرة السورية تحتاج 10 ملايين على أقل تقدير خلال شهر المؤونة والتحضير لافتتاح العام الدراسي، الذي يأتي بين آب وأيلول، إذ أن نصف هذا المبلغ يذهب لتأمين الاحتياجات المدرسية في حال كان رب الأسرة لديه ثلاثة أطفال.
ويأتي ذلك في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تشهدها مناطق النظام في سوريا، والتي تتجلى في تدهور القدرة الشرائية للسكان، حيث أصبح تأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء والوقود مهمة شبه مستحيلة لغالبية المواطنين.
ويضاف إلى ذلك الارتفاع الجنوني في الأسعار، الناتج عن التضخم وتدهور قيمة الليرة السورية، مما جعل من الحياة اليومية عبئاً ثقيلاً على كاهل السوريين، ودفع بكثيرين إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية أو اللجوء إلى طرق غير تقليدية لتأمين لقمة العيش.