لكل السوريين

“أطفال غرقوا تحت الخيام وهم نائمون”.. الأمطار الغزيرة تجرف خيام نازحي إدلب، وسياط الصقيع يزيد المعاناة

إدلب/ عباس إدلبي 

في كل تغير للمناخ سواء في الصيف أو الشتاء، يجد قاطني مخيمات شمال غربي سوريا أنفسهم ضحية للعامل الجوي، وسط غياب كافة أشكال الدعم، ولا سيما من المحتل التركي الذي يشرف بشكل مباشر على إدارة المناطق المحتلة ويدعم بشكل مباشر هيئة تحرير الشام الإرهابية.

سيول جارفة تجتاح الحدود التركية من الجانب السوري وخاصة المناطق التي شيد عليها أكثر من 1200 مخيم أعد مسبقا لمواطنين هربوا من آلة الحرب، فكان مصيرهم خيمة لا تقي من برد ولا حرارة الشمس، وأطفال لا مدرسة ولا تعليم وهمهم جمع البلاستك والخردة من مكبات القمامة لتأمين ثمن ربطة الخبز.

في جولة قمنا بها، وقصدنا المخيمات التي ضربها السيول على الحدود التركية، وخاصة في منطقة قاح وصلوة ومناطق حارم، لاحظ مراسلنا كمية الدمار الذي ألحقته السيول بمخيمات النازحين المهترئة.

والتقى مراسلنا ببعض من قاطني المخيم، ومنهم عمر خالد، نازح من ريف حماة الشمالي، والذي قال “منذ أكثر من شهرين طالبنا بأغطية للخيم، بسبب تلف الأغطية القديمة، ولكن لا حياة لمن تنادي”.

ويضيف “في ظل غزارة الأمطار والأجواء السائدة حيث دخلت المياه من كل نواحي الخيمة ومن تحتها، لتغرق ما تبقى من أثاث الخيمة، طرقات موحلة وخيام سقطت على الأرض، وأطفال غرقوا تحت الخيام وهم نيام دون أي مساعدة من أحد”.

ويتابع ” نحن لم نعد نستطيع الصبر اكثر وضاق بنا الحال وبحاجة لدعم من اي جهة ،ويضيف ابو خالد ان غلاء الاسعار وانعدام فرص العمل يجبرنا على العيش في المخيم لاننا لانستطيع استأجار منزل ب 200 دولار ويتسائل ابو خالد اين كل المنظمات من الواقع الذي نعيشه وهل عجز العالم عن مساعدتنا… .

من ناحية اخرى التقينا مع مدير المخيم السيد اصلان والذي حدثنا عن الواقع الذي يعيشه سكان المخيم قائلا .

لقد طالبنا مرارا وتكرارا بدعم المخيم والبنى التحتية للمخيم وتزويدنا باغطية جديدة للخيام بسبب اهتراء اغطيتها من حرارة الشمس الا اننا لم نلقى اي آذان صاغية طرقات موحلة ومياه المجارير دخلت من تحت الخيام والواقع مأساوي جدا واننا نطالب حكومة الانقاذ بمد يد العون ومساعدة النازحين الذين يعيشون اقسى ظروف الحياة ..

لم تكن هذه الظروف استثنائية فحسب انما مأساة تتكرر في كل فصل من فصول السنة وان الحال من سيئ الى اسوء سكان المخيمات وجميع النازحين يطالبون المجتمع الدولي بتحمل مسؤلياته واعادتهم لقراهم ومنازلهم بدل دعم مؤقت لايغني ولايسمن من جوع .

وفي احصائية بثها فريق الدفاع المدني حيث سجل غرق اكثر من 40 مخيم بشكل كامل ونحو 20 مخيم بشكل جزئي وطالب مسؤول الدفاع المدني في قطاع المخيمات المنظمات الدولية والمحلية بمد يد العون لاكثر من مليون ونصف المليون نازح في المخيمات في ظل الظروف الجوية السائدة .