لكل السوريين

السليمان” التهديدات التركية لن تتوقف عند حد معين، ونعول على مكونات المنطقة أن تقف وقفة أجدادها في الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية”

حاوره/ احمد سلامة 

أكد ياسر السليمان نائب الرئاسة المشتركة للمجلس العام للإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، أن النظام الحاكم في تركيا يهدف إلى توسعة النفوذ، واستعادة أمجاد الدولة العثمانية  ، والسيطرة على شعوب المنطقة وإخضاعهم لأجنداتها القومية العدوانية لمكونات شعوب المنطقة، والتي تهدف لصهرهم ضمن بوتقة القومية التركية وتجنيدهم لمصالحها، إلا أن المكونات الشعبية ستقف بكل بعزم وقوة  في وجه هذا العدوان المحتمل على مناطق شمال وشرق سورية، حيث إن هذه التهديدات تسعى لإفشال المشروع الديمقراطي الوطني، والذي يسعى لخلق جو من الديمقراطية دون تدخلات خارجية أو تنفيذ أجندات ترتبط بدول أخرى،  وجاء هذا ضمن حوار أجرته صحيفتنا، مع نائب الرئاسة المشتركة للمجلس العام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ياسر السليمان، وجاء نص الحوار كما يلي :

_تستمر هجمات الدولة التركية على المنطقة من جهة وتهديداتها بشن هجمات أوسع وأشمل من جهة أخرى، ما هو الهدف من ذلك؟

التهديدات التركية تهديدات مستمرة ولن تتوقف في يوم من الأيام على مناطق شمال وشرق سورية بشكل خاص، بل هي محاولات للاعتداء على مناطق سورية في العموم، لذلك فإن هذا الأمر هو غير جديد على الساحة في شمال شرق سورية، ويصب في خدمة أجندات المرتزقة الذين تسخرهم تركيا لقضم مزيد الأراضي في مناطق شمال وشرق سورية، أيضا  هي تخدم السياسة التوسعية للنظام التركي الحاكم، فالسياسة العدوانية التركية الاستيطانية تقوم على السلب والنهب وإثارة الفتن والفوضى في كل مكان تصل إليه.

_ ماهي الاتفاقيات التي تجريها خلف الكواليس؟

تركيا تسعى ليل نهار لإبرام صفقات واتفاقيات مع الدول الفاعلة في المنطقة، ومنها روسيا وإيران ودول التحالف الدولي ، فهي تهدد تارة بتدفق اللاجئين وتهدد تارة بعدم قبول دول جديدة بحلف الناتو، وتستخدم كل أوراق الضغط لتمرير سياستها وأجنداتها في المنطقة التي تسهل المزيد من احتلالها للأراضي السورية.

_ما هو الجو الذي ستخلفه الحرب في حال اندلاعها؟

الحرب لن تخلف إلا مزيد من الدمار والتغيير الديمغرافي وسوف تشتعل المنطقة، و مكونات شمال وشرق سورية لن تقف مكتوفة الأيدي ضد التهديدات والعدوان الذي ينتهجه النظام التركي، وسوف يؤدي إلى عدم استقرار المنطقة  والفصائل المتطرفة سوف تستغل الوضع الأمني غير المستتب لتحاول زعزعة الاستقرار في هذه المنطقة، وسوف يفتح المجال أمام خلايا التنظيمات الإرهابية لاستغلال الوضع الأمني الهش، وذلك في أثناء الاعتداءات التركية على الأراضي السورية، وتنفيذ أعمالها الإجرامية بحق أهالي المنطقة وذلك بتنسيق كبير ما بين الخلايا ودولة الاحتلال.

_إلى أين ستتجه الأزمة السورية في مثل هذا الوضع؟

لن تقف الشعوب مكتوفة الأيدي  أمام هذه التهديدات التي تستهدف كينونتها ووجودها وإنسانيتها، لذلك فإن الحرب ستستعر في كل مكان  رداً على الاعتداءات السافرة من قبل المحتل التركي ، وبذلك ومع كل أزمة يجب أن تكون اللحمة الوطنية الداخلية والتكاتف المجتمعي كبيرين لأنهما  السبيل الوحيد للنجاة ، والحل الأمثل للوقوف في وجه هذه التحديات و الاستهدافات  من قبل النظام التركي المستبد السالب لحرية الشعوب في تقرير مصيرها.

_ ما التغير الذي سيطرأ على توازن القوى في سورية؟

سيختل توازن القوى في المنطقة، لأن إشعال فتيل الحرب قد يكون بيد طرف لكن إخماد الحرب لن يكون بيد الطرف الذي سيشعلها، وكل الاتفاقيات ستكون ملغاة في حال أي اعتداء على الأراضي السورية من قبل العدوان التركي، والدول الفاعلة ستغير من مواقعها وأماكن وجودها، وقد يحصل تغيير ديمغرافي ناجم عن العدوان التركي ، طبعاً نحن نعلم أن هناك أجندات داخلية وخارجية تعمل على الأراضي السورية وسوف تحاول إيجاد دور لها من خلال الأزمة التي ستنشب من جراء هذه الحرب العدوانية.

_كيف ينبغي أن يكون شكل المقاومة الجارية، وما هو دور حرب الشعب الثورية في إحباط احتلال الدولة التركية، برائيك؟

المقاومة حاضرة في تل أبيض وفي  رأس العين وفي عفرين  وفي كل مكان ، فالمواطن السوري الشريف يرفض شتى صنوف الاحتلال ولاسيما المحتل التركي، سابقاً في الثورة العربية الكبرى بذلت آلاف التضحيات من أجل الخلاص من الحكم التركي ، والآن يحاول المحتل العودة عن طريق المرتزقة إلى مناطق شمال وشرق سورية، حتى السوريين القاطنين في مناطق ما يسمى ” نبع السلام”، رفضوا محاولة احتلال تركيا لمزيد من المناطق السورية، فالسوري لا يريد أن يكون بيدقاً في يد الاتراك يحركونه كيفما يشاؤون ، لأن كل تحريك للسوريين وتهجير لهم  وإسكان لهم في ما يسمى  بالمناطق الامنة، هو ضمن سياسة التغيير الديمغرافي ، حيث تسعى تركيا لخلق نوع من الصراع وإشعال نار الفتنة فيما بين السوريين، ولكن لن يرضى السوري المهجر من الغوطة أو من غيرها من المناطق، بأن يستبدل بيته وأرضه ببيت مسبق الصنع في منطقة سورية أخرى، والمقاومة وإن تعددت أشكالها فكلٌّ في موقعه يجب أن يقاوم، فالدبلوماسيون في موقعهم يجب أن يقاوموا هذا الاحتلال ، والسياسيون والمقاتلون فكل يجب أن يأخذ دوره ويأخذ باب الحيطة والحذر ليواصل الجهود للتغلب على تداعيات هذه الأزمة ، فالمقاومة الشعبية موجودة وهي من منطلق الدفاع  عن الذات، ومنطلق الوطنية وحماية الأرض والعرض من أي اعتداء خارجي والدفاع عن الوطن من باب أولى.

_تستهدف دولة الاحتلال التركي مؤخرا منبج وتل رفعت  بشكل خاص ن ماهي خصائص هاتين المنطقتين؟

النظام التركي الحاكم يسعى لإفشال المشروع الديمقراطي، وإلى افشال المشروع الوطني، ويسعى إلى قطع الطرق فيما بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية وفيما بين مناطق سورية جميعها، وبالنسبة لمدينتي منبج وتل رفعت  منطقتان استراتيجيتان لا تقلان أهمية عن غيرها من المناطق، وكذلك بالنسبة للمحتل التركي لو أتيحت له الفرصة وأخذ ضوء أخضرَ من القوى الفاعلة، لكان قد قضم الشريط الحدودي على مسافة 30 كم، ولو تسنى له أن يقضم مسافة أكبر لقضمها ، وسياسته العدوانية  تخطت حدود مناطق شمال وشرق سورية إلى العراق وليبيا وأرمينيا، فهو يرسل المرتزقة إلى كل مكان لتنفيذ سياسته التوسعية، وهو يهدف لإفشال المشروع الوطني الديمقراطي للإدارة الذاتية، لأنه يستهدف الإنسان في كل مناطق سورية وهو لا يريد مواطناً سورياً يحظى بكرامة وعيش آمن  في بلده.

_ لاتزال دولة الاحتلال التركية تستخدم داعش وفلولها كأداة احتلالية، وتعتبر مجموعات المرتزقة هذه جماعات ارهابية على الصعيد الدولي، برايك كيف يمكن لحكومة تنشر الإرهاب في المنطقة والعالم ، أن تقوم بعكس الحقائق في ظل الصمت الدولي، كيف؟

بالنسبة للنظام الحاكم في تركيا، يستخدم البربغندا الإعلامية في كثير من  الأحيان ، وذلك للفت أنظار العالم إلى أنه يحارب الإرهاب، وقد يقوم بعمليات القبض على بعض الخلايا المتطرفة هنا وهناك، ليظهر أنه عدو للإرهاب والتطرف، ولكن الحقائق على الأرض وأحداث سجن الصناعة وغيرها من الأحداث تثبت تورطه في دعم التطرف ،  وقد تبين في أثناء إلقاء القبض على الكثير من الخلايا المتطرفة من قبل قوات سورية الديمقراطية، ومن خلال اعترفات  أفراد هذه الخلايا أنهم تلقوا الدعم المالي واللوجستي من قبل النظام التركي، وهذا يثبت تورط الاحتلال التركي في إنعاش الخلايا المتطرفة وفلول داعش في كل مكان في العالم أجمع .