لكل السوريين

انقطاع التيار الكهربائي.. كارثة لصالح اللصوص

تقرير/ أ ـ ن

تنتشر ظاهرة سرقة الكابلات الكهربائية في طرطوس وريفها، متزامنة مع أوقات قطع الكهرباء بحجة التقنين المتزايد دوما الذي من حجّم معاناة المواطنين، حيث تنقطع الكهرباء لساعات طويلة، عن المواطنين المنهكين أصلا بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد، وان السرقات الحاصلة على الشبكة الكهربائية أدت إلى استنفاد مخزون شركة الكهرباء من الأمراس والأسلاك الكهربائية، حيث يصعب في العديد من المناطق تأمين أمراس لتركيبها بدل الأمراس التي تعرضت للسرقة، وشهدت الأشهر الماضية ازدياد عمليات سرقة كابلات الكهرباء والهواتف، بالإضافة إلى قطع الأعمدة الكهربائية، في طرطوس وريفها، الأمر الذي يتسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق كثيرة، بالإضافة إلى خروج كثير من خطوط الهاتف عن الخدمة، وسط انفلات أمني وعدم قدرة أجهزة الشرطة على الحد من هذه السرقات رغم الإعلان بشكل شبه يومي القبض على لصوص يسرقون الكابلات.

السيدة ميساء مهندسة كهربائية في بلدية صافيتا قالت: ما تزال ظاهرة سرقة الشبكة الكهربائية في أكثر من مكان من طرطوس وريفها، تنتشر ليلا في أثناء ساعات التقنين الطويلة لتسطو على الكابلات والأمراس النحاسية، الظاهرة لا تقتصر على طرطوس إنما تعيد إنتاج نفسها في جميع الريف بنسب متفاوتة، تتركز سرقة الشبكة الكهربائية في ريف القدموس والشيخ بدر والدريكيش وصافيتا ، فقبل أيام قليلة سرقت أمراس نحاسية من بلدة الطواحين، لتتكرر الحادثة بسرقة أسلاك وأمراس نحاسية من قرية بدوقة التابعة لبلدة الطواحين، الأمر الذي أدى إلى انقطاع الكهرباء في الطواحين وبدوقة، وكذلك في قلب صافيتا والشيخ بدر وفي حارات الدريكيش وشوارع بانياس، وشركة الكهرباء اكدوا على سرقة أمراس نحاسية من خطوط التوتر المنخفض، واضافوا أن ورشات من الشركة ستقوم بتركيب أمراس أخرى وإعادة التيار الكهربائي إلى المناطق المتضررة.

والسيد طالب مهندس كهرباء في صافيتا أشار إلى أن عملية استبدال الأمراس المسروقة يكبد الشركة تكاليف باهظة، علاوة على الصعوبات في تأمين الأمراس البديلة لكثرة السرقات، لان السرقات المتكررة تضاعف حجم الخسائر في الشركة ويؤثر في أدائها من ناحية إصلاح الأعطال، وأشار المهندس طالب إلى أن الكابلات والأمراس والمحولات التي سرقت كان يمكن أن تستخدم في الإصلاح وتحسين الشبكة الكهربائية في محافظة طرطوس وريفها، وتقدر قيمة الأضرار التي تكبدتها الشركة العامة للكهرباء نتيجة السرقات منذ بداية العام وحتى تاريخه ما يزيد على مليارين ل.س، فالسرقات أثرت سلبا في واقع الكهرباء.

السيدة هدباء المهندسة في فرع طرطوس لشركة السورية للاتصالات، أوضحت أنه لقد تفشت ظاهرة سرقة الكابلات الهاتفية، وهذا ما أدى الى تحمل الشركة أعباء إضافية وخروج قرى خدمية عن الخدمة الهاتفية، ما ينعكس سلبا على تقديم الخدمات للمشتركين، وأوضحت ان معدات البنى التحتية في حالة استنزاف متسارع، لاسيما في قطاعي الكهرباء والاتصالات، من قبل لصوص النحاس والألمنيوم، بعد ما تكررت شكاوى المواطنين ووزارة الكهرباء من التعديات المباشرة على الشبكة، ليس لاستجرار التيار الكهربائي، بل لسرقة الأكبال والأمراس خلال فترات التقنين وانقطاع التيار، وبشكل باتت شركات الكهرباء معه عاجزة عن تأمين بدائل سريعة للأكبال المسروقة.. والأمر ذاته بالنسبة لقطاع الاتصالات.

الآنسة جيداء المحامية  في بلدية الدريكيش أكدت أنه: في إطار ملاحقة الأشخاص الذين يقومون بالتعـدي على الشبكات الكهربائية، ومن خلال المتابعة تمكن مركز الأمن الجنائي في الدريكيش من إلقاء القبض على شخصين وبالتحقيق معهما اعترفا بإقدامهما بالتعـدي على الشبكة الكهربائية العامة في عدة قرى بريف طرطوس بالاشتراك مع أشخاص متوارين ،وسرقة الأكبال الكهربائية منها بالإضافة إلى سرقة المنازل والمزارع عن طريق الكسر والخلع، وأنهم يستخدمون بالسرقات دراجة نـارية ومركبة نوع بيك آب، ويقومون ببيع المسروقات لأشخاص متوارين، وبتحري منزل المقبوض عليهما عثر فيه على بعض المسروقات، وبنـادق صيـد مسروقة ،ودراجة نـارية مهـربة، تم حجز الدراجة النـارية وسيتم تسليم المسروقات إلى أصحابها أصولا ومازالت الأبحاث مستمرة عن المتوارين  حتى إلقاء القبض عليهم وسيتم تقديم المقبوض عليهما إلى القضاء المختص.

السيد أبو جوني المختار في ناجية السودا بريف طرطوس أخبرنا: أنه في إطار ملاحقة الأشخاص الذين يقومون بالتعـدي على الشبكة الكهربائية تمكنت شرطة ناحية السودا في طرطوس من إلقاء القبض على أربعة أشخاص وبالتحقيق معهم من قبل شرطة منطقة طرطوس اعترفوا بارتكابهم عددا كبيرا من حـوادث سرقات الأكبال النحاسية من الشبكة الكهربائية في عدة مناطق من ريف طرطوس بالاشتراك مع أشخاص متوارين بعضهم مقيمين في طرطوس.

وأضافت المحامية جيداء : تم إلقاء القبض على أحد السارقين في الشيخ بدر، وبتحري مكان إقامته عثر على قطاعتين حديد كبيرتين، مع عصابته كانوا يستخدمونهما بقطع الأسلاك وعثر على ميزانين الكترونيين وقبان كبير وكيس مملوء بالأكبال النحاسية وثلاث دراجات نـارية نوع بارت تستخدم لنقل الأسلاك المسروقة تم حجزها ، وبالتحقيق مع الأخير اعترف بشراء الأكبال النحاسية المسروقة وبيعها لشخص متواري تم إعداد كمين له وأُلقي القبض عليه وصودر منه كيس يحوي أسلاك نحاسية ومبلغ مالي وقطاعة حديدية صغيرة تم التحرز عليها، وقدر وزن الأكبال النحاسية المسروقة حوالي عشرة أطنان، وبلغت قيمة المبالغ المصادرة من المقبوض  عليهم  ثمن الأكبال المسروقة خمسة ملايين وأربع مئة وسبعة وتسعون ألفاً وخمس مئة ليرة سورية، لقد تم حجز الدراجات وإيداع المبالغ المصادرة لدى المصرف المركزي في طرطوس، ومازالت الأبحاث مستمرة لإلقاء القبض على المتوارين، وسيتم تقديم المقبوض عليهم مع المصادرات إلى القضاء المختص.