لكل السوريين

التربية والتعليم والثقافة

تعتبر سورية من الدول الأولى في تطبيق مناهج التربية والتعليم، وكان لمناهج التربية والتعليم هذه دور كبير في تخرج كوادر علمية لعبت دوراً كبيراً في ارتقاء التعليم والثقافة، وجعلت من “سورية” تتبوأ مرتبة الدول المتطورة تعليمياً وثقافياً، لكن في فترة الأيديولوجيات بدأت هذه الكرة تتدحرج من الأعلى نحو الأسفل.

وهنا لا نريد خوض معركة نقاشية بهذا الشأن بقدر ما نريد الحديث عن التعليم والثقافة وعلاقة التعليم بالثقافة وتأثير المناهج التعليمية على الثقافة.

التعليم والثقافة يعتبران عنصران مهمان عالياً في تجذير مجتمع متطور ومتماسك، والأمم المتطورة وصلت إلى ما هي عليه من خلال مثقفيها وتمتع أجيالها الشابة بقدر طيب من التعليم، يمكنها من التفاعل والتواصل مع مكونات المجتمع الفسيفسائي للنهوض والتقدم والتطور نحو آفاق مجيدة وتحقيق الرخاء المجتمعي والحفاظ على هوية البلد وثقافته عبر التفاعل بين أفراد المجتمع.

الثقافة تُعرف بأنها مجموعة ذات طيف واسع من الخصائص والمعرفة الموجودة في مجتمع ما، والثقافة تتكون من اللغة، والدين، والعادات الاجتماعية والفنون، والأزياء من حيث التصميم وطريقة ارتدائه، وغيرها من العادات والتقاليد التي تتباين بين مجتمع وآخر، وبالتالي فالثقافة هي أنماط مشتركة من السلوكيات والتفاعلات المعرفية.

وتنقسم الثقافة إلى نوعين وهي:

– الثقافة المادية أي تلك التي تعبر عن النتاج المادي للمجهود البشري في المجتمع (أدوات المجتمع وطريقة معيشته وآلاته وأدواته).

– الثقافة اللامادية: وهي التي تمثل مجموعة القيم والأفكار والمعتقدات التي يحملها ويؤمن بها الفرد وتراثه.

والثقافة عملية في حالة صيرورة دائمة متسلسلة وهي ليست محدودة بعمر معين كما أن المثقف لا يتوقف عند عمر معين من المعرفة، وهو دائم الاطلاع والتعلم.

التعليم هو الآخر نظام معرفي متسلسل قواعده ومرتكزاته هي إعداد مناهج تعليمية وتربوية منتظمة ومدروسة لإكساب الأفراد المعارف الحياتية والعلمية ومبادئ العلوم المتنوعة وتكون مرتبط بجهة رسمية مسؤولة عن تنظيم وضبط تلك العملية، كما يعتبر التعليم العامل المهم والرئيس الذي يعمل على تكوين قدرات من الافكار والمعتقدات والنظم بين الأجيال المتعاقبة الأمر الذي يجعله مجتمعاً منتظماً متماسكاً، والتعليم في كنهه الحقيقي لا يُكتسب من خلال مواد دراسية يتعلمه الطالب كي يتسنى له اجتياز الامتحان في نهاية العام، بل التعليم هو عملية متكاملة يَكتسب الفرد منها المعرفة والسلوكيات والقيم التي تجعل منه عضواً نشطاً في المجتمع وقادراً على التواصل داخل المنظومة المجتمعية، وينقسم التعليم الرسمي إلى ثلاث مراحل هي:

– التعليم الأساسي، ويقال له التعليم الإلزامي وهو حق أساسي للطفل بتعلمه المناهج التعليمية البسيطة مثل القراءة والكتابة والحساب.

– التعليم الثانوي: وهو حلقة مشتركة بين التعليم الإلزامي والجامعي.

– التعليم الجامعي: وهي مرحلة التخصص في أي مجال كان، وهناك   نوع آخر من التعليم هو التعليم الحر.

أخيراً وليس آخراً هناك ثمة مشكلة تعاني منها مدينة “الرقة” وهي، أن كرة الثلج مازالت تتدحرج نحو الهاوية مما يعني انهيار مستوى التعليم بها، الذي يعاني من ضعف في المحتوى التعليمي وفقر الكادر التعليمي، ولذلك فإن عملية تطوير التعليم في “الرقة” ضرورة ملحة لابد من القيام بها ضمن قواعد منظمة، وإلا نكون قد جئنا متأخرين وعندها لا ينفع الندم ويكون قد انداح الطوفان.