لكل السوريين

من المسؤول؟!

أحمد الابراهيم

النظافة هي معيار الحضارة في المدن والدول، وعليه تستطيع أن تقيس مدى التحضر والرقي، ولعل النظافة هي البند الأهم والذي جميعنا يحبه، والسؤال الواجب علينا أن نسأله من المسؤول عن النظافة؟، وطالما جميعنا يحب النظافة لماذا نشاهد هذه المظاهر الغير نظيفة في الأزقة والحارات؟، ولماذا نقوم بالرمي العشوائي للنفايات؟، ولماذا نرمي النفايات في غير المواعيد المحددة؟، ولماذا النفايات الحادة والمؤذية ترمي على جنبات الطرقات؟، وهل المسؤولية تقع على عاتق الأسر التي ترمي نفاياتها بهذا الشكل؟، أم تقع على جانب الإدارات؟.

ولنستفيض حديثا وتفصيلا، ولنعرف من المسؤول، لابد من الدخول في عمق الأسرة، والجدير بالذكر بأن مصدر الطاقة والمحبة والنظافة والتربية في الأسرة هي المرأة.

ولو عدنا بالزمن قليلا، لعلمنا بأن خير سند لدائرة النظافة هي المرأة التي كانت تنظف أمام منزلها، وتجمع النفايات بجميع أنواعها، ليبقى المظهر الجميل النظيف أمام قصرها التي تقطن فيه، وكانت تعلم أطفالها بأن النظافة هي سبيل الوقاية من الأمراض، وهي الدالة على مدى تربيتهم تربية حسنة.

ومع ازدياد الوعي العلمي والانفتاح على العالم المتحضر؛ نلحظ تدني النظافة حاليا، ولكن هنا لابد أن نمعن النظر بهذا الأمر، لماذا تراجعت نساء اليوم عن هذه المبادئ؟.

ولعل الأسباب كثيرة، ومن أهمها الحروب التي أثقلت كاهلها، وقلصت ارادتها والحاجة، واستهداف المرأة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي جعلها تشغل نفسها كحالة من الهروب من الواقع والعيش في المجتمع الافتراضي، بدلا من المجتمع الحقيقي، وهذا أدى إلى نتائج سلبية نعيشها اليوم.

ولابد من تحميل المسؤولية للإدارات القائمة بالعمل، ومكاتب المرأة، حيث أن برامجهم التوعوية والتي تستطيع أن تستقطب الفكر العملي للمرأة ما زال ضعيفا، ولعل البعض يتساءل لماذا كل هذا التركيز على المرأة صديقي أليست المرأة هي التي تنشأ الأجيال، وبالتالي مستقبلنا في أحضانها الدافئة وعملنا هو ناتج تربيتها.

ولابد من حلول واقعية تجعلنا نغير الواقع المنهك، وهذه الحلول تبدأ من دمج المرأة وتمكينها في الانخراط في المجال العملي والمهني، وتمكين المرأة فكريا، وكما ذكر زميلي الكاتب المرموق محمد عزو في مقال سابق الحنين إلى الماضي وذكره للذاكرة الانتقائية، فلابد من وعي بهذا الجانب وتحفيز الذاكرة  النظيفة لدى كافة النساء مع اندماجها بالحاضر وإخراجها من قوقعة التخبط.

وكذلك لابد من مساندتها عن طريق المجال التربوي والتعليمي، بحيث تحض مدارسنا وتدرب أطفالنا على الفكر البيئي النظيف.

ولابد أيضا من البلديات أن تستمر بالمجال التوعوي للمجتمع، وتظهر مدى معاناة العاملين في هذا الجانب من تعرضهم للأذية بالنفايات الحادة، وتعبهم الإضافي بسبب الرمي العشوائي للنفايات، ومن هذا نستخلص بمسؤولية الجميع، ولكن كلنا أمل بأن المنقذ من هذه الحالة هي المرأة بحد ذاتها.