لكل السوريين

نساء في إدلب ذقن ذرعا بفقدان فلذات أكبادهن يتحدثن عن مرارة حقد الجندرما

السوري/ إدلب ـ إن لم تعجبك الحياة هنا عليك بجدار الموت فهو بانتظارك، هذا النمط من الحياة اعتاد عليه أهالي إدلب، طريق الموت أو كما تسميه مواطنات فقدن فلذات أكبادهن فوق جدار الموت الذي شيدته تركيا لضبط أمن حدودها من هاربين من الفقر الذي سببته هي.

وبحسب تقارير جديدة لإحدى المنظمات التابعة لحقوق الإنسان والذي اعتبرت فيه أن ضحايا الحدود يجب ألا تمر بدون محاسبة، حيث ذكر المصدر أن أربعة آلاف ضحية قضت تحت جدار الموت وغالبيتهم من النساء والأطفال، حيث استهدفتهم القناصات التركية الحديثة المنتشرة على طول الشريط الحدودي.

أم محمد المسالمة، إحدى النساء اللواتي فقدن أسرهن بالكامل على جدار الحدود التركية السورية، تقول “أقيم في مخيم الأرامل في سلقين، في مخيم السعيدية، أنا مهجرة من ريف درعا، أرملة وثكلى في الوقت ذاته، فقدت عائلتي بالكامل، الابن الأكبر وشقيه الذي يصغره قتلا في قصف درعا، وزوجية في أقبية صيدنايا”.

وتضيف “بعد أن فرضت علينا الهجرة إلى الشمال السوري؛ قررنا أن ندخل إلى تركيا حتى نتخلص من العذاب والمرارة التي عشناها في سوريا، أنا وابنتي سارة وهديل، وأخاهن عبدالله”.

اعتمدت العائلة الدخول إلى تركيا، وتعاقدت مع مهرب تكمن مهتمه في إدخالهم، واتفقوا على المبلغ الذي يقدر بـ 600 دولار للشخص الواحد، “أنا لا أملك هذا المبلغ، بعت كل ما أملك حتى استطعت تأمين أجرة الدخول”.

بأنين على ما جرى لعائلة بأكملها تتابع أم محمد “الرابع من كانون الثاني من العام الماضي تاريخ لن أنساه ما حييت، فهو يعد بمثابة طعن في قلبي، يوم فقدت فيه ابنتين وطفل في عمر الزهور، الطريق الذي كان علينا المرور به من خربة الجوز، كان الجو باردا جدا، ما إن دخلنا حتى تفرقنا، ذهبت أنا رجل وامرأة، وأولادي ذهبوا بفريق لوحدهم”.

تمكنت الجندرما من إلقاء القبض على أم محمد ورفيقيها، وحتى اللحظة لا تعرف مصير أبنائها “أخبرني المهرب بأنهم اقتربوا من الوصول للمهرب التركي، وسينتظرونني عنده، ريثما أدخل”.

أشرقت الشمس ولم يأتي خبر من أولادها، بدأ الخوف والشك يداعب تفكيرها، “مرت ستة أيام وأنا انتظر خبر دخولهم، وفي الساعة 9 صباحا من اليوم السادس كانت الفاجعة، وإذ بقريب لي يتصل بي، ويخبرني بأن أولادي الثلاثة موجودون في مشفى أنطاكيا التركية، وجميعهم قتلوا”.

وتشير إلى أن الثلاثة مقتولون برصاصة قناصة، وبعدها بيومين تم إخراج الجثث إلى سوريا عبر معبر باب الهوى، وطالبت إدارة المخيم بمحاسبة القاتل، إلا أنهم لم يلقوا بالا لمطالبي، وطالبوني بالخروج من المشفى قبل أن يأتي الضابط التركي.

مسؤول ما يسمى الدفاع المدني في خربة الجوز، يدعى أبو خالد، تحدث لنا عن هذه الحالات، فقال “للأسف أكثر الضحايا من النساء والأطفال، فالشباب يستطيعون الركض والهروب والاختباء حتى، أما النساء والأطفال فهم عاجزين حتى عن المشي بسرعة”.