لكل السوريين

نساء اللاذقية وطرطوس يمتنعن عن ادخار المؤونة الشتوية، والسبب الدخل الضئيل والتكاليف العالية

السوري/ اللاذقية ـ طرطوس ـ منذ القدم؛ تقوم معظم النساء السوريات بادخار المؤن لبقية أشهر السنة، واستمرت هذه العادة حتى الآن، لكن هذه السنة باتت ترهق ميزانية الأسر، حيث تؤكد معظم النساء أن كل شيء في هذا العام بات مختلفا كليا عما كان عليه الوضع سابق.

ومر منذ أيام موسم الثوم والمربيات وورق العنب، والآن دخل موسم البامية والملوخية ودبس البندورة ودبس الفليفلة والمكدوس، إلا أن أغلب النساء لم تستطع تأمين هذه المؤن، ناهيك عن مؤن أخرى كـ ’’المربى’’ التي تحتاج لكميات كبيرة من السكر الذي يواصل التحليق رغم الانخفاض الأخير لليرة أمام العملات الأجنبية.

أم فواز، من بانياس بريف طرطوس، تقول “لن نتمكن من صنع المربيات في هذا العام، حيث اجتمع غلاء الفواكه والسكر معاً، ووجبة المربى ضرورية في الشتاء يتقبلها الصغار قبل الذهاب إلى المدرسة، وفي السنوات الماضية مع ارتفاع أسعار زيت الزيتون خسرت زوادة طلاب المدارس سندويشة الزيت والزعتر، واليوم تخسر وجبة المربى”.

أم علي، من ريف اللاذقية، قالت “من عاداتنا في كل عام نؤمن ما نحتاجه من الملوخية والبامية في وقتٍ مبكر، إلا أن الموسم الحالي لم نتمكن من ذلك، بسبب ارتفاع أسعارها، حيث أن ضعف القدرة الشرائية لمعظم العائلات حال دون ذلك”.

وأضافت “حتى تموين الملوخية وغيرها من الأصناف المنزلية الأخرى بكميات جيدة، لا تستطيع عليه سوى العائلات الميسورة في تأمين جميع احتياجاتها من المونة بسبب غلاء الأسعار أيضا، حيث أن الغلاء الفاحش منعنا نحن النساء عن تموين كل شيء”.

سيدة أخرى من ريف اللاذقية، رفضت الإفصاح عن اسمها، أوضحت أن الأسر الفقيرة والمتوسطة الدخل تلجأ إلى البحث عن الأصناف الرخيصة أو الانتظار إلى قرب نهاية الموسم، لأن ارتفاع الأسعار يُشكل عبئاً مادياً ثقيلاً عليها، وربما تضطر الأسرة لدفع نصف دخلها الشهري في شهر واحد مقابل شراء احتياجاتها من الملوخية والبازلاء والبامية مثلا، وهذا ينطبق على الباذنجان والقمح المسلوق والبرغل والكشك والبندورة، الى جانب الخضار من خيار ومقتة واللوبياء المحفوظة في المرطبانات”.

وكانت أغلب النساء في اللاذقية وطرطوس ينتظرن هذا الموسم بفارغ الصبر حتى يقمن مبكرا بادخار المؤن، لكن الأسعار العالية للعديد من المواد جعلتهن يعزفن عن ذلك، حيث أن تكاليف إعداد المؤن تكون أكبر بكثير حتى من شرائها في الشتاء.

واشتكت سيدة موظفة من قلة الراتب الذي لا يشفع لها ادخار المؤن بحسب ما ذكرته لمراسلتنا في الساحل السوري، مشيرة إلى أن النساء مهما حاولن اللجوء إليها إلا أنهن لن يستطعن تأمينها في هذا الغلاء الفاحش.

تقرير/ ا ـ ن