لكل السوريين

نيران حقد الاحتلال ومرتزقته على السوريين تحرق 70% من قمح تل أبيض المحتلة

ما برح أهالي تل أبيض المحتلة أن هنئوا بالتحرير من براثم مرتزقة داعش حتى أعاد المحتل العثماني نشر الإرهاب فيها عقب عملية احتلالية في التاسع من أكتوبر من العام الماضي، وفور احتلالهم لها؛ باشر الاحتلال ومرتزقته بتجويع السوريين عبر ثوب آخر من الثياب اللاإنسانية التي أصبحت لباسا خاصا به. وما الحصاد الحالي إلا خير شاهد على ممارسات لم يستطع حتى المجتمع الدولي الوقوف بوجهها أو إدانتها حتى.

تعرضت مساحات شاسعة من أراضي تل أبيض المحتلة المزروعة بالقمح لحرائق بالجملة، قبل وخلال موسم الحصاد الجاري، وخصوصا تلك الواقعة على مناطق التماس مع العدو التركي المحتل.

وكشفت مديرية الزراعة في تل أبيض عن حجم الأضرار التي لحقت بالمزارعين نتيجة الحرائق المتعمدة وغير المتعمدة خلال العام الحالي، لافتةً إلى أن 70 % منها ناتجة عن اعتداءات الاحتلال التركي ومرتزقته.

وشكّل مجلس المدينة لجاناً مختصة بالتعاون والتنسيق مع مديرية الزراعة للكشف عن الأضرار التي لحقت بالمزارعين جراء هذه الحرائق وتوثيقها.

إذ أحصت اللجان التابعة لمديرية الزراعة التي تتخذ من ناحية عين عيسى مقراً لها 615 دونم قمح، و9042 دونم شعير، 10 دونم كزبرة، فيما بلغ عدد الأشجار المثمرة المحروقة 3184 شجرة، غالبيتها من “الزيتون”، كما وتم توثيق احتراق 1315 متر من الخراطيم التي تستخدم لغرض الزراعة.

وقال الرئيس المشترك لمديرية الزراعة عبد الله الخليل في تصريح لوكالة أنباء هاوار إن المساحات المحروقة هي في بلدة الجرن وناحية سلوك وناحية عين عيسى وبلداتها.

هذا وتعذر على اللجان التي قامت بالكشف على مساحات أراضي المزارعين المتضررة خلال عملها، الوصول إلى مناطق خطوط التماس مع العدو التركي، والتي احترقت منها مساحات واسعة نتيجة الإحراق المتعمد لها من قبل مرتزقة الاحتلال التركي.

وبهذا الصدد أشار عبد الله الخليل إلى أنهم اعتمدوا في إحصاء هذه المساحات (الواقعة على خطوط التماس) بناءً على كتب مصدقة من الكومين في تلك المناطق أو اعتماد جداول العام الماضي، وأوضح بأنهم أحصوا في عين عيسى وحدها من خلال هذه الطريقة 77463 ألف دونم في قرى “معلق، صيدا، اللوبيدة، الجهبل”.

وكشف أن تقديراتهم تظهر أن نسبة 70 بالمئة من المساحات المحترقة، هي نتيجة الاعتداءات التركية “إحراق بشكل مباشر أو عن طريق القذائف المدفعية التي يطلقونها على هذه القرى بشكل شبة يومي”.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال التركي ومرتزقته كثفوا من استهداف محاصيل المزراعين وإحراقها في ريف تل أبيض لإلحاق الأضرار بمحاصيل المزراعين بهدف تجويعهم وضرب اقتصاد المنطقة.

وسبق وأن أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مرتزقة الاحتلال التركي كانوا قد أفرغوا محتويات الصوامع في المناطق المحتلة في تل أبيض وقاموا بإدخالها إلى صوامع حبوب في أورفا داخل تركيا.

ويعيد هذا المشهد للأذهان ما كانت قد قامت به ما تسمى فصائل الجيش الحر عندما سيطرت على مدينة الرقة في أواخر العام 2012، حيث كانت قد سرقت كافة الآليات والمرافق العامة وأدخلتها إلى تركيا.

كما وأن النفط الذي خضع لفترة من الفترات لسيطرة تنظيم داعش كان قد أروى عطش تركيا له، سيما وأن تركيا محرومة من التنقيب عنه منذ قرابة قرن من الزمان.