لكل السوريين

هل سينطفئ حراك السويداء الشعبي

حالة شبه انقسامية تسود المشهد في محافظة السويداء بعد المظاهرات الأخيرة، ووجود تأييد شعبي لها على عكس السابق مما أدى لإثارة المخاوف من انزلاق السويداء لوضع خطير، وقد لفتت أنظار الجميع بشعاراتها الصريحة والمفاجئة، إضافة إلى سلميتها حيث لم تقم بأعمال شغب أو عنف، الأمر الذي سرعان ما أشعل ردود الفعل اتجاهها سواء من الداخل أو الخارج، ومن السلطة والمعارضة.

بدايةً تجاهلت السلطة هذه المظاهرات ثم ما لبثت أن بدأت بتخوينها، وربطها بأجندات خارجية، لا سيما أن تهمة الإرهاب والتطرف لا تنفعها في السويداء.

إرسال تعزيزات أمنية مشددة، والتهديد بقمع المتظاهرين، تسيير مسيرات مؤيدة لها، ويعتبر مؤشراً على تبييت للاعتداء، وإجهاض المظاهرات، وهذا ما حدث بالإضافة لاعتقال عدد من المتظاهرين.

من جهة أخرى تباينت ردود أفعال المعارضة بين الترحيب والحماس، والانتقادات ممن يرون أنفسهم أوصياء على العمل الثوري، وكأنما المتظاهرين مطالبين بصك غفران وقبول وتبني شعاراتهم ورموزهم الثورية لينالوا شرف المشاركة في ” الثورة السورية”، بالإضافة للكثير من الآراء التي اعتبرت الحراك متأخراً، ومن دافع الجوع وسرعان ما ينتهي، فقابلته بالتشكيك والاستهزاء، مما قلل من أهميته.

هذه الأحداث بمجملها أصدرت مواقف مختلفة، وقسمت الأهالي في السويداء إلى:

فئة الشباب الذي يرى أن التغيير السياسي للنظام هو الحل الوحيد لتغيير الوضع الاقتصادي.

فئة ترى أن التغيير لن يكون إلا بمعادلة دولية فلا داعي للتضحيات المجانية، وهذا يقود لذات الرؤية للمرجعيات الدينية في المحافظة.

والفئة الثالثة والمغلوب على أمرها، تريد النجاة فقط.

إن سلمية حراك السويداء شكلت ارتدادات كبيرة خاصة وأن حركة رجال الكرامة كانت قد تعهدت سابقاً بمنع الاعتقال، واعتقال المتظاهرين يشكل تحدياً لها، والهدف منه جرها للتدخل وهي فرصة ذهبية لتحويل المحافظة لمنطقة قتال، وهنا يأتي بيان رجال الكرامة موجهاً رسائل للجميع يجب التقاطها من هذه الزاوية وإلا ستتصاعد المسائل لما لا يُحمد عقباه.

الموقف في السويداء بات معقداً وحذراً جداً، لا يمكن اتهامها بالتطرف، والإرهاب لكن يمكن جرها لاقتتال داخلي، وهذا ما يُحاول تفاديه من مرجعيتها الدينية بما فيهم رجال الكرامة، وبيانهم يؤكد على تحمل المسؤوليات دون الانجرار لما يريدون، وهنا يفرض السؤال نفسه على الشباب، هل يمتلكون الطريقة لتفادي هذه المآزق والاستمرار بحراكهم.

رشا جميل