لكل السوريين

دمشقيون: لقمة العيش أهم من تحضيرات العيد وحلوياته التي أصبحت أحجارا كريمة

السوري/ دمشق ـ يستعد السوريون في هذه الأيام لاستقبال عيد الفطر المبارك، وسط حالة معيشية قاسية جدا، قياسا بمراحل سابقة، تتفاوت قساوتها بحسب الزمن الذي وقعت فيه هي الأخرة، إلا أنها كانت تبدوا أكثر هونا من هذه الفترة العصيبة.

وبالعودة قليلا إلى سنوات ما قبل الأزمة، يدرك المواطن السوري أن الأعياد التي كان يعيشها المواطن في تلك التواقيت ما هي إلا أعوام خلت، وأصبح موضوع معايشتها مرة أخرى من محض الخيال.

واعتاد السوريون في كل عيد سواء عيد فطر أو عيد أضحى على القيام بتجهيزات للأعياد تبدأ قبل العيد بحوالي أسبوع إلى عشرة أيام، لكن في هذا العيد فالوضع مختلف، فقد أصبح موضوع المعيشة أهم مواضيع الحياة، بل وشغلها الشاغل.

في هذا العيد لم تعد تلحظ الحركة الكثيفة التي تشهدها أسواق العاصمة، التي تعاني من أزمة معيشية غير مسبوقة، تزامنت ع انتهاء من فترة حظر تجوال جراء فيروس كورونا، تلاها بقليل انخفاض جنوني لليرة أمام العملات الأجنبية.

هذه الأيام العصيبة التي تمر على المواطن جعلت همه وشغله الشاغل لقمة العيش، متجنبا عدة أمور كانت سابقة ضرورية وأساسية في فترة العيد.

ويشاهد المتجول في حي الميدان كافة أصناف الحلويات، حيث أن السوق يعد أشهر سوق سورية احتواء على الحلويات، إلا أن السوق يبدو خاليا من المشترين، فترى فقط المتفرجين الذين تعود بهم الذاكرة بضعة سنين إلى الوراء، تذكرهم بماضٍ كان خير على السوريين في الجانب المعيشي.

كاميرا صحيفتنا تجولت في حي الميدان، والتقت بالعديد من المواطنين الذي يبدو أنهم اعتادوا أن يشتروا الحلويات وتحضيرات العيد من الميدان، ومنهم أم حسن، التي تبلغ من العمر 37 عاما، والتي قالت “هذا أول عيد يمر علينا بهذه القساوة، نشاهد الأشياء ولا نستطيع شرائها”.

وأضافت “الوضع المعيشي الصعب، وكل بيت لا يكاد يخلو من معتقل أو مهجر، أو مفقود، كل هذه الأمور أفقدت الأيام التي تسبق العيد حلاوتها، فبعض الأمهات يرجن لقاء بأبنائهن، وبعضهن الآخر تستذكر ابنها الوحيد الذي قتل إما إعداما أو بقصف أو ما شابه”.

الطفل، جمال الموسى، قال “في مثل هذه الأيام من الأعوام السابقة كنا نأتي أن وأمي إلى السوق، فتشتري لي أجمل الثياب، أما الآن فأنا بمفردي فقط، أتجول بنظري بين المحلات، أبي قالها لي أنت وإخوتك عددكم 6 أشخاص، ولا أستطيع أن أشتري لكم جميعا، هذا العيد لن تكون هناك ألبسة جديدة، لكنه وعدني بأن يرافقنا إلى الملاهي”.

عمران، صاحب محل ألبسة في حي المزة، قال “نحن كأصحاب محال كنا ننتظر قدوم العيد حتى نبيع أكبر عدد من بضائعنا، كانت هذه الأيام تعتبر بمثابة موسم لنا، أما الآن فسوء الأوضاع الاقتصادية أدت إلى حالة ركود لم نشهد لها مثيل”.

وتراجع سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وخصوصا الدولار الأمريكي، حيث بات سعر صرف الدولار الواحد في السوق السوداء يبلغ 1860 ليرة سورية.

تقرير/ سعد ناصر