لكل السوريين

شذرات من تاريخ السينما السورية 7

إعداد/ محمد الصالح 

بدأت المحاولات السينمائية الأولى بعرض صور متحركة في مدينة حلب عام 1908عن طريق أشخاص قدموا من إحدى الولايات العثمانية.

ولكن بداية المحاولات السينمائية الفعلية كانت في عام 1912، حيث عرض حبيب الشماس صوراً متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في ساحة المرجة بدمشق، وكانت آلة العرض تدار باليد، وكان الضوء فيها يتولد من مصباح يعمل بغاز الاسيتيلين.

ثم بدأ الانتاج السينمائي بصورته الحديثة عام 1928، بفيلم المتهم البريء.

محاولات متعثرة

خلال الحرب العالمية الثانية توقف الإنتاج السنيمائي عن العمل، لعدم إمكانية استيراد المواد الأولية من الخارج، وبعد فترة من توقفها عاد الإنتاج بوتيرة بطيئة، وتجارب متعثرة.

وفي عام ١٩٤٧ اشترك نور الدين رمضان مع بشير كركشلي وشركاء آخرين لإنتاج فيلم روائي طويل، ولكن المشروع فشل قبل أن يبدأ التصوير.

وفي عام ١٩٤٩ ذهب إلى إيران لتصوير فيلم لحساب بعض المنتجين هناك، ويقول إنه صور لهم فيلم “فاجعة كربلاء”، إلا أنه وقع في حبائل محتال كاد أن يستولي على جميع آلاته وأدواته.

فعاد إلى دمشق وتوقف عن الأعمال السينمائية، وعمل في تصليح الآلات الفوتوغرافية والسينمائية والآلات القيمة الأخرى في معمله المتواضع بشارع السنجقدار في دمشق.

وكان جلال سيوطي من دمشق، قد قام بإنتاج أعمال سينمائية كثيرة، وأنفق مبالغ طائلة على استيراد جهاز تصوير كبير خاص بالاستديو مع معدات لتسجيل الصوت من أمريكا وألمانيا، ولكنه رفض مشاركة الآخرين لاستيراد آلات التحميض والطبع وغيرها من اللوازم لتأسيس مخبر سينمائي كامل، كما رفض اشراك أي شخص بالعمل أو بالمشورة في الأعمال التي قام بها، ففشلت الواحدة تلو الأخرى.

ومن أعماله تصوير فيلم لمخيم الكشاف في الزبداني، إلا أن الفيلم رفض من قبل رئيس الكشافة، وأقام عليه دعوى طالباً إعادة ما دفعه له من مبالغ لقاء اخراج الفيلم وربح الدعوى.

وبعد مساعدة نور الدين رمضان له، تمكن من تصوير فيلم إخباري عن استقبال الوفد السوري برئاسة جميل مردم بك عند عودته من فرنسا، ولكن الفيلم ولكن كان سيء الطباعة والتحميض، فتوقف عن الإنتاج السينمائي، وتحول إلى الصيدلة وظل يعمل صيدلياً في العراق.