لكل السوريين

نسوة من السويداء: كنّا سابقا نقول ’’على كيف السوق نسوق، وهلق على كيفها الجيبة تسوقنا’’

السوري/ السويداء ـ هناك مثل شعبي يقول: “على شكل السوق نسوق” ولكن لم يعد بمقدور أحد أن يطبقه، لأن السوق مشتعل بأسعاره. لذا اتبع الكثيرون تكتيك على “هوا الجيبة نسوق”، إذ أنه يوما بعد يوم تشهد السلع والمواد الغذائية ارتفاعا في الأسعار، فبات المستهلك حائرا لا يعلم كيف يؤمن متطلبات معيشته، ليبدأ بوضع قائمة طويلة من المحظورات ضمت العديد من المواد والسلع الغذائية واصبحت القاعدة الأساسية معالجة الغلاء بالاستغناء.

فقد لوحظ تبدل عادات المواطن الغذائية حيث كانت المائدة خاصة مائدة الفطور تحتوي على الكثير من المواد الغذائية، أما حالياً اقتصرت على مادة واحدة والغالبية من العائلات تحولت من موضوع المائدة إلى موضوع السندويش خاصة فيما يتعلق بوجبتي العشاء والفطور، أما بالنسبة للغداء اختفت الموائد المتنوعة ليحل محلها ما يسد الجوع فقط وغالبا بأطباق من العدس والبرغل إذا وجدا بعد ارتفاع أسعار البصل والثوم وبعض الخضراوات والارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم.

السيدة أم حسان تقول: “الكثير من المواد الغذائية في منزلنا اصبحت من المحظورات متل اللحوم بكافة أنواعها، الشوكولا وتوابعها، الموالح، والحلويات والفواكه خاصة غير المحلية منها”.

رهف، موظفة تقول “أصبح طبق الفتوش لأربعة اشخاص أي عائلة صغيرة يكلف ٦٠٠٠ ألاف ليرة، لنكتفي أحيانا بوضع البندورة والخيار فقط ” سلطة بسيطة ” والاستغناء عما يكمل طبقنا”.

غالية، طالبة تقول “متحسرة أحيانا نكتفي أنا وعائلتي بالخبز فقط، وفي حال توفر لدينا شيء أخر مع الخبز كطبق أرز أو عدس وبرغل”.

ولا يختلف حال أم حسان ورهف وغالية عن الكثير من الأسر، حيث تغيرت وتبدلت العادات وحتى الوجبات في ظل الحرب وغلاء الأسعار مع تراجع قيمة الليرة السورية، فبالكاد تستطيع هذه الأسر تأمين لقمة عيشها لتتقلص بذلك خيارات المستهلك في تحديد طريقة ومستوى حياته المعيشية، وتضيق به الحياة ذرعاً.

تقرير/ رشا جميل